📚رحيل الجسد وبقاء النور كيف يخلد العلماء علمهم فى قلوب الأجيال📚
رحيل العلماء.. وانطفاء مصابيح الدرب
حين يغادر عالم من علماء الأمة لا ينطفئ شخص واحد بل يخبو مصباح كان ينير طرقًا كثيرة.
فالعلماء ليسوا أفرادًا يمرون في التاريخ مرورًا عابرًا بل هم قامات.
بهم تُفهم النصوص
وبهم تُحفظ العقيدة
وبهم تستيقظ القلوب من غفلتها.
وموت العالم ثُلمة في الإسلام كما قال أهل العلم ثغرة لا يسدها صوت ولا صورة ولا ذكرى لأن أثر العالم لا يُعوّض بسهولة.
فالكتب تُطبع والصوت يُسجل ولكن الروح التي كانت تدعو وتُربي وتُبصر الناس بربهم هي التي تفقدها الأمة عند رحيله
الدكتور زغلول النجار سيرة عالم عاش للعلم والدعوة
وُلِد الدكتور زغلول راغب النجار في مصر عام 1933م ونشأ في بيت يعرف قيمة العلم والدين حفظ القرآن في طفولته وتفتحت عينه على دهشة النظر في خلق الله فجمع بين نور الوحي ونور التأمل.
التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة وتخرج متخصصًا في الجيولوجيا ثم أكمل الماجستير والدكتوراه في بريطانيا.
درّس في جامعات مصر والسعودية وقطر وبريطانيا وكندا وشارك في أبحاث علمية معتبرة في علوم الأرض والجيولوجيا البنائية والاستكشاف المعدني.
منهجه في العلم والبيان
لم يكن الدكتور زغلول مجرد عالم جيولوجيا بل قارئًا للكون يرى أن كل صخرة كل نجم كل قطرة ماء كل خلية حية تنطق بوجود الله.
كان يقول:
الكون كتاب واسع.. والقرآن مفتاح فهمه.
وكان يربط الآية الكونية بالآية القرآنية كما يلتقي السؤال بالجواب.
دون غلو ودون ادعاء ودون تحميل النصوص ما لا تحتمل.
منهجه كان واضحًا:
1. الأصل القرآن والسنة بفهم السلف.
2. الحقائق العلمية الثابتة لا النظريات المتقلبة.
3. الدعوة إلى التفكر قبل التصديق لأن الإيمان لا يُفرض بل يُكتشف.
وكان من أثره أن أسلم على يديه رجال ونساء من ثقافات مختلفة حين وجدوا في بيانه تلاقي العقل والقلب.
أثره في الدعوة والإعلام
انتشرت محاضراته وبرامجه في العالم الإسلامي يخاطب الشباب والعقلاء بلغة قريبة لا تخلو من حجة راسخة ولا من دفء الإيمان.
ترك كتبًا ومحاضرات ومقالات لكن أهم ما تركه:
طلاب صاروا علماء ومعلمين وخطباء وأساتذة في جامعات العالم.
هذا هو الإرث الحقيقي
الإنسان الذي يبقى بعد الإنسان.
وقفة عند حديث النبي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.”
فما أعظمها شهادة لهذا الرجل.
ترك علمًا يُنتفع به ونشر هدايةً تبقى بعد صوته وخرّج أبناء علم يدعون له كلما وقفوا يشرحون آية أو يفتحون باب فهم جديد.
الهدف السامي من الوجود
ليس المرء خُلق ليأكل وينام ويُنسى.
بل ليترك أثرًا.
فالأب يربّي أبناءه ليكونوا رُكناً من بعده.
والإمام في المسجد يخرّج من يصلي بالناس بعد رحيله.
والمعلم يزرع رجلاً نافعًا.
والطبيب يشفي ويُعلم ويرشد.
والسياسي إن اتقى أقام عدلاً يبقى أثره.
وكل صاحب علمٍ أو صنعةٍ أو خلقٍ إن أورثها لغيره فقد نجا من الموت الثاني:
موت الذكر.
خاتمة
رحم الله الدكتور زغلول النجار.
عاش صادقًا مع نفسه مع علمه مع ربه.
ربط بين الأرض والسماء بين العقل والروح وبين النص والكون.
وحين رحل بقي نوره في الناس العلماء يغادرون… وأثرهم يبقى شعلة تهدي البشرية
انهم موت الجسد وبقاء الإرث كيف يخلد العلماء في قلوب الأجيال للأبد
حين يرحل العالم يظل علمه دعوة لا تنطفئ
أثر العلماء بعد الرحيل معرفة تبني أجيالًا بعد غيابهم أكثر من أموال التجار ومناصب أهل الدنيا مع شهرتهم المؤقتة
العلم لا يموت إرث العلماء بين كتب ودروس وقلوب البشر
فرحيل العلماء فقد الجسد وبقاء الفكر والفضل
فالعالم كتب ودرس ودعوة كيف يترك العالم أثراً خالدًا
وفاة العلماء صمت الجسد وصوت العلم المستمر
فالعلماء كالشمس يغادرون لكن نورهم يضيء العالم
فترك الأثر بعد الرحيل دروس العلماء في الحياة والموت
فالسؤال العظيم والكبير الذي يتركه لنا بعد رحيله:
إذا جاء يوم رحيلك أنت.. ماذا سيبقى بعدك؟
من سيذكرك؟
أي أثر تركت؟
ومن سيهتدي؟
كتب بقلب صادق:
أ. إسماعيل محمد المطلق أبو صهيب





