"المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة".. عبارة ترددت كثيراً على ألسنة عشاق ومشجعي "نادي الوحدة" العريق بمكة المكرمة إثر حالة السعادة الغامرة التي انتابت الجميع بعد صدور قرار وزارة الرياضة يوم 9 نوفمبر الجاري بتكليف مجلس إدارة مؤقت لإدارة النادي (حتى إجراء انتخابات جديدة) برئاسة الكابتن حاتم بن عبد الحميد خيمي.. كابتن ونجم "الوحدة" ولاعب المنتخب السعودي السابق وأستاذ الإعلام بجامعة"أم القرى"، وهو الاختيار الذي أصاب أهله نظراً لما يتمتع به من حب جارف لكيان النادي، فضلاً عن شعبيته الكبيرة بين محبي النادي وكفاءته العالية، إذ تولى رئاسة النادي في الفترة ما بين (أبريل ٢٠١٨م - مايو 2019م)، والتي حقق فيها إنجازات لاتُخطئها العين رغم قصر الفترة الزمنية المشار إليها.
وقد نص قرار وزارة الرياضة على تشكيل المجلس الجديد برئاسة خيمي، ود. تركي بن محمد مدخلي نائباً للرئيس، والأعضاء: أحمد بن صالح شعيب، بسام بن عبد الرزاق وعظ الدين، جميل بن فاروق خوقير. وجميعهم من عشاق "الوحدة" الحريصون على استعادة مكانه الطبيعي ضمن نجوم دوري روشن، لاسيما وأنه سيعاون المجلس الجديد كلاً من: عبدالله خوقير كمدير تنفيذي لكرة القدم، وعصمت بابكر مديراً إداريا للفريق الأول لكرة القدم.
ويأتي القرار في ظل سعي وزارة الرياضة إلى إعادة هيكلة العمل الإداري داخل النادي، وضمان استقراره بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة والتحديات الإدارية التي أثّرت على مسيرة الفريق الأول لكرة القدم خلال الفترة الماضية، حيث تراجعت نتائجه في دوري الدرجة الأولى، إذ يحتل المرتبة السادسة عشرة في جدول الترتيب بعد انتهاء الجولة الثامنة برصيد 5 نقاط، ما يضع الإدارة الجديدة أمام تحديات كبيرة لإعادة الفريق إلى مستوياته المعهودة، واستعادة ثقة جماهيره المعروفة بولائها الكبير لـ"فرسان مكة".
وقد أثلج القرار صدور عشاق "الوحدة"، والذين عبروا عن سعادتهم الغامرة به، ومنهم الأخ والصديق عاطي الموركي.. رئيس رابطة مشجعي نادي الوحدة، والمنتخب السعودي، والأخ والصديق الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ/ أحمد حلبي، وغيرهما من الوحداويين الأصلاء.
وحديث الذكريات عن نادينا الحبيب "الوحدة" ذو شجون، إذ أن محبة "الوحدة" تسري في عروقنا مجرى الدم، فقد تربينا على حب هذا الكيان الذي هو - بحق- واحداً من أعرق وأقدم فرق كرة القدم بالمملكة، إن لم يكن أقدمها على الإطلاق وفقاً للمؤرخ محمد غزالي يماني، فضلاً عن أنه يمثل أم القرى.. مكة المكرمة.
ومنذ مولدي عام 1380هـ، نشأت في بيت ملاصق لنادي "الوحدة"، حيث كانت نافذة بيتنا تطل على ملعب كرة اليد بالنادي بجوار بيت الشيخ/صالح أبوغليه.. شيخ الزمازمة آنذاك (رحمه الله تعالي)، وأذكر أنه كان يسكن أمامنا الكابتن والصحفي الكبير الأستاذ/ حامد عباس (رحمه الله).
ومنذ الصغر، كان نادي "الوحدة" في دمنا نعشقه بكل جوارحنا، وأذكر أنه في فترة الصبا والشباب كانت تربطني علاقه قويه ببعض اللاعبين في تلك الفترة، ومنهم الغالي الكابتن محمد الفايز، ود. حامد سبحي، وأبناء الحي والجيران (النونو اخوان)، والكابتن محمد علي زقر، وغيرهم من الإخوة والأصدقاء الأعزاء، وما زالت العلاقة الطيبة مستمرة مع بعضهم حتى الأن.
والحقيقة، أن القرار الجديد الرائع قد أصاب "المشجع الوحداوي الأصيل" بالسعادة والأمل في عودة النادي لمكانته الطبيعية بين الكبار في دوري روشن مع الإدارة الجديدة العاشقة للكيان، إذ أن وضع النادي حالياً لا يليق أبدأ بتاريخ ومكانة "الوحدة"، خصوصاً بعد أن صبر عشاقه كثيراً، ولكن الصبر أتى أُكله وفقاً لقول الشاعر القديم:
"إني رأيتُ وفي الأيام تجربة ** للصبر عاقبة محمودة الأثرِ".
وبهذه المناسبة، أتمنى من كل قلبي تخصيص نادي "الوحدة"، إذ تمتلك مكة المكرمة عشرات الموهوبين من الرياضيين، إضافةً إلى زخمها بالفرص التسويقية الواعدة مع العشرات من رجال الأعمال العاشقين للنادي.
ولا يسعنا إلا تقديم الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.. وزير الرياضة، على اهتمام سموه بنادي "الوحدة" وإصدار القرار الرائع بتعيين المجلس الجديد، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة.
وأخيراً.. نبارك مجدداً لإدارة النادي الجديدة، متمنين لهم التوفيق والسداد، والله الموفق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو مجلس إدارة شركة إثراء الضيافة القابضة





