ها هي ساعة الصفر تقترب… وتوشك مكة المكرمة أن تفتح ذراعيها مرة أخرى لاستقبال رواد الكشافة العرب وبرلمانييها في لحظة طال انتظارها، لحظة تتجدد فيها المودّة، وتتواصل فيها رسالة العطاء، ويعود فيها أهل الوفاء إلى بلد المحبة والضيافة.
أكتب هذا المقال وأنا أستشعر رهبة المكان وسمو الزمان…فمكة المكرمة ليست مدينة عادية، بل هي نبض الروح، وموعد البركة، ومهوى الأفئدة ، وكل خطوة فيها هي بركة، وكل صلاة فيها بمائة ألف صلاة، فكيف إذا اجتمع نور المكان مع نور الضيوف؟ وكيف إذا امتزج عبق الكعبة بعبق رواد خدموا أوطانهم وأجيالهم عبر مسيرة ممتدة؟
نحن اليوم على أعتاب مناسبة جديدة…نستحضر ما قدمناه العام الماضي بكل فخر، ونستعد لما هو أرقى هذا العام بإصرار. تعلمنا من التجربة، وتسلحنا بالشغف، ووضعنا نصب أعيننا هدفًا واحدًا ، أن يكون استقبالكم في مكة المكرمة استقبالاً يليق بروح القيادة الكشفية، ويعكس كرم هذه المدينة التي لا تجود إلا بالخير.
نحن كفريق عمل في مكة المكرمة ، وبدعم مباشرة من الدكتور عبدالله الطريجي وساعده الأيمن فيصل العنزي ، نتحرك بقلوب مشتعلة شغفًا، نتأهب، نراجع، نطوّر، ونسعى لتحقيق أفضل أداء، لأن الضيف هنا ليس مجرد زائر، بل هو أخ عزيز… ورمز من رموز العطاء العربي.
يا رواد الكشافة العرب…
يا من تحملون راية النبل في كل مكان…
نقولها بصدق: ننتظركم بشوق .. ننتظركم لتعيشوا معنا نعم البلد الامين، لنمشي معًا بين جنبات الحرم، ولنشهد سكينة الطواف، ونرفع أكف الضراعة أمام الكعبة المشرفة، حيث يتضاعف الأجر، وتتضاعف الرحمة.
تعالوا…ـ هنا تُكتب البركة، وهنا تُروى القلوب، وهنا نلتقي لنصنع أجمل اللحظات وأصدق الذكريات.
مرحبًا بكم…
مرحبًا بكل خطوة تقصدون بها مكة المكرمة …
مرحبًا بكل قلب يأتي محملاً بالسلام…
ولنصنع معًا هذا العام ما هو أجمل، وما هو أعمق، وما يبقى أثره طويلاً في ذاكرة الرواد العرب والقادة البرلمانيين الكشفيين ، وهذا بالتأكيد أذا كانت رحلتنا إلى الله وفي الله وعلى الله وهي في ظني كذلك ، هذا علمي وسلامتكم





