هناك جهات تُقدّم الضيافة… وجهات تصنع منها قيمة ،و "جمعية النشامى لإسعاده ضيوف الرحمن" واحدة من تلك التي ارتقت بفكرة الاستقبال إلى مستوى الحفاوة الحقيقية، حتى أصبحت نموذجًا مضيئًا في خدمة ضيوف الرحمن، وفي صناعة تجربة لا تُنسى لكل زائر تطأ قدماه مكة المكرمة.
في كل مرة أزور فيها الجمعية مع ضيوفي، أرى ذات الروح: احترافية، كرم، صدق في التقديم، وإحساس عالٍ بأن الضيف أمانة.
وذلك ما يميّز هذه الجمعية منذ نشأتها… أنها تعمل بقلب، لا بروتين.
في برنامج عمرة الرواد 2، كان احتفاء الجمعية محطة مختلفة بكل تفاصيلها.
بدأت بحفاوة الاستقبال، مرورًا بالابتسامة الصادقة، وانتهاءً بما شعرنا به من احترام واهتمام يُعبّر عن أصالة المكان ومن يقف خلفه.
استقبلنا الشيخ صالح الزهراني، رئيس مجلس الإدارة، بحضورٍ يشبه الوقار الممزوج بالبساطة ، لأنه قائد يعرف قيمة الضيافة، ويترجمها عمليًا من خلال عمله وإدارته، ملتزمًا بأن تكون الجمعية واجهة مشرّفة لخدمة ضيوف الرحمن.
وفي الجهة الأخرى، كان الزميل محمد العبيدي المدير التنفيذي – المتفاني في عمله - يتولى تقديم عرض شيّق عن أنشطة الجمعية ومبادراتها، مستعرضًا ما تقوم به “النشامى” من برامج تمتد طوال العام، وتبلغ ذروتها في موسمي الحج ورمضان.
عرضٌ ممتلئ بالحماس، واضح التفاصيل، عكس صورة راقية لعمل مؤسسي يقوم على فهم الاحتياجات الحقيقية للمعتمرين والحجاج.
ما قدّمته الجمعية للمشاركين في عمرة الرواد 2 لم يكن استقبالًا عابرًا، بل تجربة راقية ، فيها كرمٌ في التقديم ، ورقيّ في التعامل ، وحرصٌ على أن يشعر الضيف بأنه بين أهله… بين من يفرحون بوصوله، ويعتزون بخدمته ، إنها ضيافة تُمارَس بحب… لا بمناسبة ، ضيافة تعكس قيم أهل مكة، وروح العمل التطوعي الذي تأسست عليه “النشامى”.
الجهود التي تبذلها جمعية النشامى لإسعاده ضيوف ارحمن اليوم تُعد امتدادًا للعناية الكبيرة التي توليها القيادة – خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – بكل ما يخص خدمة ضيوف الرحمن ، وهذا ما يجعل الجمعية تمضي بثبات في أداء رسالتها، لتقدّم نموذجًا مشرفًا للقطاع التطوعي، ولتُظهر للعالم كيف يمكن للعطاء أن يكون جزءًا من هوية وطن.
لم تكن زيارة " جمعي النشامى لإسعاده ضيوف الرحمن ” مجرد محطة في برنامج عمرة الرواد 2… ، كانت قصة إنسانية، ودرسًا جديدًا في معنى الضيافة الحقيقية، وتجربة تُثبت أن العمل حين يقوده رجال مثل الشيخ صالح الزهراني وفريقه، فإنه يتحول إلى أثر يبقى في القلب طويلًا ، هذا عليم وسلامتكم
ــــــــــــ
*منسق برنامج عمرة الرواد 2 ونائب رئيس الجمعية





