تُعَدُّ صَلَاةُ الفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الصَّلَوَاتِ قَدْرًا وَشَأْنًا.
☜ أَوَّلًا : - فَضْلُ صَلَاةِ الفَجْرِ عُمُومًا
لِصَلَاةِ الفَجْرِ فَضْلٌ عَظِيمٌ فِي جَمِيعِ أَيَّامِ السَّنَةِ.
❁ قَالَ تَعَالَى : ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾.
☜ وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي فَضْلِهَا، مِنْهَا :
عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ
❁ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ وَصَلَاةُ الفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَعَنْ عِمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»
☜ يَعْنِي: الفَجْرَ وَالعَصْرَ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ».
☜ ثَانِيًا: فضل صَلَاةُ الفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ
❁ يَغْفُلُ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ أَدَاءِ صَلَاةِ الفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ، مَعَ أَنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَةِ، وَيُفَوِّتُهَا بَعْضُهُمْ بِسَبَبِ السَّهَرِ.
فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللهِ صَلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ» رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ.
دُلُّ الحَدِيثُ عَلَى عَظِيمِ فَضْلِ هَذِهِ الصَّلَاةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَعَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَدَائِهَا فِي وَقْتِهَا مَعَ الجَمَاعَةِ، وَأَلَّا يُطِيلَ السَّهَرَ، وَأَنْ يَأْخُذَ بِالأَسْبَابِ المُعِينَةِ عَلَى المُحَافَظَةِ عَلَيْهَا.
❁ فَصَلَاةُ الفَجْرِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، وَيَوْمُ الجُمُعَةِ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَالصَّلَاةُ فِي الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فَرْدًا، وَهَذِهِ أَفْضَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ.
☜ ثَالِثًا : فضل الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَالتَّسْبِيحِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ بَعْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ إِلَى الإِشْرَاقِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تُيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ. وَمَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الجُمُعَةِ مُصِيخَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا ابْنَ آدَمَ. وَفِيهِ سَاعَةٌ لَايُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَالأَلْبَانِيُّ.
وَمَعْنَى مُصِيخَةٍ : أَيْ مُنْصِتَةٌ مُسْتَمِعَةٌ.
تَنْبِيهٌ
☜ سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ (فَتْوَى رَقْم ٥١٣٠) عَنْ رَجُلٍ لَا يُصَلِّي الفَجْرَ إِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَهَلْ يُؤَثِّرُ ذَلِكَ عَلَى صِيَامِهِ؟
☜ فَجَاءَ #الجَوَابُ : مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الصُّبْحِ مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ وَلَا نِسْيَانٍ، بَلْ تَكَاسُلًا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَهَذَا كُفْرٌ أَكْبَرُ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ العِلْمِ. وَعَلَى ذَلِكَ فَصِيَامُهُ غَيْرُ صَحِيحٍ وَيُقَاسُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ تَرْكَ صَلَاةِ الفَجْرِ يُفْسِدُ صَلَاةَ الجُمُعَةِ





