في وادي نعمان، تلك الضاحية الهادئة المفعمة بالجمال، حيث صفاء الأجواء وروعة المناظر واتساع المكان، قدّم مكتب رواد الكشافة بمكة المكرمة نموذجًا يُحتذى في فن الاستضافة، وصدق العطاء، ونبل الرسالة، وذلك خلال استضافته الكريمة لضيوف برنامج عمرة الرواد (2) في استراحة خاصة جمعت بين الطبيعة الخلابة والتنظيم المتقن.
ولم تكن الاستضافة مجرد لقاء عابر، بل جاءت تجربة إنسانية وكشفية ثرية، حملت في تفاصيلها مفاجآت سارة، أبرزها إحياء الذاكرة الكشفية عبر استضافة رموز ورجال من تاريخ الحركة الكشفية، واسترجاع محطات تمتد لأكثر من نصف قرن، وذلك بحضور عميد الكشافة السعودية الأستاذ محمد نور فارسي، ونظيره الأستاذ شاكر رادين، في مشهد أعاد الرواد إلى زمن البدايات، وربط الحاضر بجذور الحركة الكشفية العريقة.
وأظهر أعضاء مكتب رواد الكشافة بمكة المكرمة لحمةً وتعاونًا لافتين، عكسوا من خلالها الصورة المشرقة للإنسان المكي السعودي، ذاك الذي يفتح قلبه قبل مكانه، ويجعل من الضيافة رسالة، ومن العطاء نهجًا، ومن الابتسامة لغة لا تحتاج إلى ترجمة. فكانت النتيجة ليلة ماتعة، وسهرة دافئة، امتلأت بالألفة والذكريات والبهجة.
لقد أثبت القائمون على الاستضافة أنهم على قدر الثقة والمسؤولية، فلم يُخذلوا أمام ضيوفهم، بل قدّموا صورة مشرفة تعكس القدرة العالية على استقبال الضيف وتكريمه، وفق أرقى المعايير الإنسانية والكشفية، ليغادر الرواد المكان وهم يحملون في ذاكرتهم مشهدًا لا يُنسى.
شكرٌ بحجم السماء لكل الزملاء في مكتب رواد الكشافة بمكة المكرمة على هذا العطاء الصادق والحضور المشرف ، وهو عهدٌ يتجدد بأن تستمر هذه الاستضافات بالروح ذاتها والمستوى ذاته، وأن يظل الضيوف جزءًا أصيلًا من الفرح، وشركاء دائمين في الاحتفاء والتكريم، كما يليق بروادٍ حملوا الرسالة، وساروا على الدرب، وبقوا أوفياء لقيم الكشافة ومعانيها النبيلة ، هذا علمي، وسلامتكم.
ـــــــــــ
*منسق برنامج عمرة الرواد 2





