قد يرى البعض أنه من المبكر الحديث عن خطط وبرامج المؤسسات والجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك القادم ، فلازال الوقت مبكرا على قدوم الشهر الكريم الذي يستعد فيه المسلمون للصيام والقيام والصدقات ، وتشهد فيه أم القرى توافد أعداد كبيرة من المعتمرين من داخل المملكة وخارجها ، مبتغين الآجر والمثوبة من رب العباد .
ويمثل إطعام الصائم حرصا لدى الموسرين الذين يرون أنه من أكثر الدرجات أجرا عند الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" (رواه الترمذي وابن ماجه) .
ويزداد الحرص على إطعام الصائمين حينما يكون الإفطار في مكة المكرمة لكون أجر الصدقة فيها عظيم ومضاعف ، لما رواه عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " ( صححه الألباني ) .
كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بمكانة مكة المكرمة عند الله سبحانه وتعالى بقوله : " إن لله أقواماً يفتخر بهم الملائكة، إذا مروا بالطرق الضيقة بمكة، بشّروهم بالغفران، ولا يضع أحدهم قدمه بمكة إلا كتب الله له حسنة، ويمحو عنه سيئة" [رواه السراج].
ولهذا الفضل وهذه المكانة التي تحظى بها مكة المكرمة تحرص العديد من الجمعيات الخيرية على توزيع وجبات إفطار صائم بها ، مما ينتج عنه وصول كميات كبيرة جدًا تفوق الحاجة الفعلية لأعداد الصائمين والتي تصل في مجملها إلى ملايين الوجبات ، والمؤلم أن نسبة كبيرة من هذه الوجبات لا تتم الاستفادة منها ، فالبعض من المعتمرين والمصلين أثناء خروجه من المسجد الحرام وتوجهه صوب مساكنهم أو موقع الحافلات يحصلون على أكثر من وجبة غذائية ما بين جافة وساخنة ولا يستفيدون منها بل نجدها بعد ساعات أو في اليوم التالي ملقاة في الطرق ، ولو لم تكن هناك جمعيات لحفظ النعمة تعمل على الاستفادة من كميات الطعام والوجبات وجمع الفائض منها ، وإعادة توزيعه للفقراء والمحتاجين ، لوجدنا هذه الكميات ملقاة في النفايات .
وحتى يكسب المتصدقون الاجر والمثوبة ، وتعمل الجمعيات الخيرية بشكل صحيح ، ويقضى على الإهدار فلابد من العمل على الاستفادة من تجارب الآخرين خاصة تجربة جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة المكرمة التي أقامت خيمة موسمية خلال شهر رمضان المبارك تقدم من خلالها وجبات ساخنه في الإفطار والعشاء والسحور بطريقة مرتبة ومنظمة تضمن ايصالها للمحتاج والحفاظ عليها من الهدر .
وأملي أن تتبنى لجنة السقاية والرفادة بمكة المكرمة فكرة إقامة مخيمات لتقديم وجبات إفطار صائم على غرار خيمة جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة المكرمة تكون بدايتها التجريبية بمواقف حجز السيارات بكدي ومداخل مكة المكرمة ، ويتم تقييم جدواها نهاية الشهر الكريم لتعميمها مستقبلا في الأحياء والمناطق التي يسكنها المعتمرون القادمون من خارج المملكة .
ـــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





