يواصل الاتحادُ العربيُّ لروادِ الكشافةِ والمرشداتِ مسيرتَه المضيئة، مؤكدًا عامًا بعد عامٍ أن العطاءَ لا يعرفُ التوقف، وأن رسالةَ الروادِ أوسعُ من حدودِ الجغرافيا. فمن المحيطِ إلى الخليج، ظلَّ الاتحادُ متنقّلًا بين أرجاءِ الوطنِ العربيِّ الكبير، حاملًا برامجَه وأنشطتَه، وناشرًا قيمَ الكشفية، ومجسّدًا روحَ الأخوّة والعملِ التطوعيِّ المسؤول.
ولم تكن برامجُ الروادِ يومًا عابرةً أو نمطية، بل جاءت ذاتيةَ الطابع، صيغت بعنايةٍ فائقة، وتناسبُ أعمارَ الروادِ والرائداتِ وخبراتهم، وتراعي احتياجاتِهم الجسديةَ والفكريةَ والاجتماعية؛ فكانت أقربَ إلى قلوبِهم، وأكثرَ قدرةً على إحداثِ الأثرِ الإيجابيِّ العميق. واتسمت هذه البرامجُ بتنوّعٍ ثريٍّ، كأنها من كلِّ بستانٍ زهرة؛ تجمع بين النشاطِ الثقافي، والبعدِ الإيماني، والعملِ التطوعي، واللقاءاتِ الإنسانية، والبرامجِ الترفيهيةِ الهادفة، في توليفةٍ متوازنةٍ تمنحُ المشاركين المتعةَ والمعرفةَ والتواصلَ في آنٍ واحد.
وخلال عامِنا الجاري 2025م — الذي قارب على الرحيل، وتميّز بالبرامجِ والأنشطة — طافَ الاتحادُ بمدنٍ ومناطقَ عربيةٍ متعددة؛ من الأردنِ إلى الجزائر، ومن قطرَ إلى المملكةِ العربيةِ السعودية، حيث امتزجَ البعدُ الإيمانيُّ بالبعدِ الكشفي، وتجلّت معاني الانتماءِ والرسالة. وفي جمهوريةِ مصرَ العربية، كان الحضورُ لافتًا؛ إذ تواجدَ الروادُ أولًا في القاهرة، ثم الإسكندرية، ليكونَ ختامُ العامِ مسكًا بنشاطٍ نوعيٍّ ينسجمُ مع أعمارِهم، ويواكبُ تطلعاتِهم، ويمنحُهم مساحةً للتفاعلِ والتأملِ والاستمتاع.
وخلال الفترة من 24 إلى 28 ديسمبر، تحتضنُ الإسكندريةُ — وعلى شاطئِ البحرِ الأبيضِ المتوسط — هذا اللقاءَ الختامي، حيث يقضي روادُ الكشافةِ العربِ وقتًا ممتعًا ومفيدًا، يجمعُ بين الثقافةِ والتطوع، وبين المعرفةِ والتواصلِ الإنساني، في أجواءٍ مفعمةٍ بالألفةِ والتجدد، بإذنِ الله.
وإذ يختتمُ الاتحادُ عامًا زاخرًا بالعطاءِ والإنجاز، فإن الشكرَ والتقديرَ موصولان لكلِّ القائمين على الاتحاد؛ حاضرِهم وغائبِهم، لمسؤوليِه وأعضائِه، وصانعي القرارِ فيه، والمنفذين الميدانيين، والداعمين، وكذلك المستفيدين من هذه البرامج؛ إذ كان الجميعُ جزءًا أصيلًا من نجاحِها واستمرارِها. إنها مسيرةٌ جماعيةٌ تتكاملُ فيها الأدوار، وتتوحّدُ فيها الجهود، لتؤكدَ أن الاتحادَ العربيَّ لروادِ الكشافةِ والمرشداتِ سيظلُّ منارةَ عطاء، ومنصّةً تجمعُ الخبرةَ بالحكمة، والرسالةَ بالفعل، والطموحَ بالعمل؛ خدمةً للوطنِ العربيِّ الكبير وأبنائِه، اليومَ وغدًا - بإذنِ الله - هذا علمي وسلامتكم.





