بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لديهم أهداف سامية وإرادة قوية في صناعة الاختلاف في حياة كل من يتابعهم، والبعض الآخر انحرف للبحث عن الشهرة، ومع أن هؤلاء يحصدون أموالاً طائلة ” اللهم لا حسد” ولكن مع احترامي وتقديري فالبعض اقتحموا كل المجالات بتغطياتهم دون ضوابط و”اختلط الحابل بالنابل”، فليس هناك مشكلة أن تروج لشراء جهاز كهربائي أو لشراء عقار أو وجبات من مطعم أو أحد الإسنابيات تسوق لمصممي أزياء أو عطر، وحتى لو كان الترويج لمنتج ليس ذو جودة، ولكن القضية الخطيرة عندما تصل الأمور إلى مجال الصحة وما يتعلق بصحة الانسان.
فبعض مشاهير السناب يروجون لأدوية ويقولون أنهم جربوها ولاحظوا الفرق، والطامة الكبرى إذا كان الترويج لحبوب تخسيس للوزن والمكملات الطبيعية أو استخدام أدوية بدون استشارة الطبيب، وتكون بطريقة عشوائية على أيدي أشخاص غير متخصصين ولا يعلمون ما الأضرار المصاحبة للمستخدمين لها، الأشخاص يختلفون غير متساوين في القدرة الجسدية وكل شخص يختلف عن الآخر في كمية الدواء، وكما قد لا يناسب هذا المنتج الدوائي لأشخاص معينة فالمسوق وضع نفسة بأنه على دراية وقد يقول ويدعي أنه من المستخدمين وانظروا إلى النتيجة، وقد يروج لشركة وهمية والمنتج مضر بالصحة، غير مدرك بخطورة الأمر، فهنا لابد أن يقال لهؤلاء قفوا عند حدكم، ومع أننا نقرأ بين وقت وآخر تدخل هيئة الغذاء والدواء لضبط بعض الإعلانات عن منتجات صحية وأجهزة طبية في مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذه المنتجات غير مرخصة بسبب عدم اعتمادها من المرجعيات المتخصصة، بل قد تكون من الشركات المحضورة طبياً.
الحقيقة أن هيئة الغذاء والدواء تبذل جهداً كبيراً لضبط مثل هذه المنتجات ولكن في ظل هذه الفوضى الترويجية من أجل كسب المال، لا تستطيع الهيئة ضبطها لوحدها وحتى لو طبقت الغرامات بحسب ما هو مقرر في أنظمة الإعلام على المعلنين، بل علية أن تكون هناك محاسبة أشد بالسجن والتعويضات الكبيرة للمتضررين، أو الإعلان عن منتج مجهول أو غير مصرح له، وعلى الجهات المعنية أن تنشر الوعي في المجتمع بالمساعدة والتبليغ ووضع حداً لهذا التصرف الطائش الغير مقبول.
الكاتب :عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com