هل سمعت بهذا المثل الشعبي أو قرأت عنه القائل:
“إذا جاتك علتك من بطنك من وين تجيك العافية ” ؟
إذا لم تسمع به ، فاقرأ ما سأكتبه لتتعرف على أحد معانيه “القبيحة” ،مع الأسف ، فهو يعبر وبشكل موجز عن معاني الخيانة الداخلية بشتى أشكالها وأنواعها. و”خيانة الوطن ” أحد معانيها وفيها تتجلى وتتجسد اقبح الخيانات وأنذلها. ترفضها جميع الديانات والأعراف الدولية والإنسانية على مر العصور والتاريخ ولذلك ، سميت “بالخيانةالعظمى” . فلا شك ولا ريب، أن من خان وطنه، هانت عليه الخيانات الأخرى.
هناك من يعتقد أن “الخيانة العظمى” تنحصر في التواصل مع العدو سياسيا و/أو عسكريا فحسب ، ولكنها مع الأسف تتعداهما بمراحل كثيرة . فقد تكون أفعالاً أو أقوالاً يغفل عنها أو يتساهل بها عدد غير قليل، فلا يلقي لها بالاً؛ على الرغم من أن مردودها السلبي عظيم وقاسي ؛ وكارثي وكبير.
فالخيانه العظمى ؛ هي : أن لا تقوم بتربية أبنائك على حب الوطن وغرس القيم الجميلة التي من شأنها تعزيز الولاء للوطن في نفوسهم فينمو معهم الإستعداد للتضحية بالغالي والنفيس للمحافظة عليه ولرفع شأنه بين الأمم منذ نعومة أظفارهم .
والخيانه العظمى؛ أن تقوم بتربية أبنائك على كل مايسئ للوطن والتحريض عليه بالشعارات و/أو بالأفعال المعادية ؛بغرض نزع الروح الوطنية من دواخلهم فينشأ جيل غير موال لوطنه غير مهتم بشؤونه.
والخيانة العظمى؛ أن تتصدر المجالس بالحديث عن الأخطاء الفردية التي تحدث هنا وهناك وتستميت لاثباتها لإشعال نار الفتنة بين ابناء الوطن وولاة أمره؛ أو التساهل وعدم الدفاع والذب عنهم وعن سمعة الوطن.
والخيانة العظمى؛ أن تتداول كل مايسئ للوطن ولولاة أمره في وسائل التواصل الإجتماعي أو/و متابعة وسائل أعلام العدو الخبيثة وتشجيعها والترويج لها بحجة “الرأي والرأي الآخر ” وغفلة “الحياد” مع أعداء الوطن وولاة أمره.
والخيانة العظمى؛ أن تقوم بتحشيد المواطنين ضد حلفاء واصدقاء الوطن والتشكيك في نواياهم للتفريق بين الدول وشعوبها. ومثلها ، إظهار الشماته على مايحصل من نوازل وكوارث في الوطن للحط من معنويات المواطن ونشر كل ما يسبب البلبلة والإرجاف والترويع والتخويف بغرض نزع الثقة في الوطن و ولاة أمره .
والخيانة العظمى ؛ أن تقدم المساعدات بجميع أشكالها للعدو سواء كانت مالية أو عينية أو كلاهما بشكل مباشر أو غير مباشر وإنعاش اقتصادهم وتقوية شوكتهم .
قال تعالى :وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنۢبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْخَآئِنِينَ
وقال الشاعر :
لا تركننَّ إلى مَن لا وفاءَ له
الذئب مِن طبعِه إن يقتدرْ يثب
ولأنني بدأت المقال بضرب مثل، سأختمها بمثل آخر. فإن تكاسلنا وأهملنا الوطن ولم نحافظ عليه وعلى مقدراته ، فسيأتي اليوم الذي نعض الأصابع من الندم ونكون عبرة لغيرنا. وبعدها نسمع المثل الذي يقول :
“اذا فات الفوت ماينفع الصوت” ، لاقدر الله.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
22/09/2019 في 10:34 م[3] رابط التعليق
مقال رائع ، يصف الحال، ويشخص المآل ، كتبت
فأوجزت ، ووصفت فأصبت ، وللحلول وضعت ، قلم
جميل ينم عن وعي وحرص ، نتج من تراكم الخبرات
سلمت لنا أستاذنا الكريم .
ودمت بود
أخوك / خالد فهد الشدي
ناصر بن حمد بن ناصر المفرج
23/09/2019 في 1:25 ص[3] رابط التعليق
أصبت حبيبي الغالي خالي، وبارك الله فيك، وفي قلمك، وكتاباتك، حفظك الله ورعاك، وسدد على طريق الخير خطاك.
ابو تركي
24/09/2019 في 12:37 م[3] رابط التعليق
كلامك عين الصواب يأخ ناصر كيفيت ووفيت واجزلت في حق الوطن الوطن يستحق اكثر من ذلك لانه الام الحنونه التي تضم كافة شعبها َمن صغير كبير.
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والايمان وان يحفظ ولاة أمرنا لما يحبه الله ويرضاه.
اخوك /فواز تركي الشدي
حسين بن سعود بن حسين الحسين
23/09/2019 في 3:03 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك ولا جف قلمك
ابو تركي
24/09/2019 في 12:38 م[3] رابط التعليق
كلامك عين الصواب يأخ ناصر كيفيت ووفيت واجزلت في حق الوطن الوطن يستحق اكثر من ذلك لانه الام الحنونه التي تضم كافة شعبها َمن صغير كبير.
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والايمان وان يحفظ ولاة أمرنا لما يحبه الله ويرضاه.
اخوك /فواز تركي الشدي
زائر
25/09/2019 في 6:55 م[3] رابط التعليق
جميل جدا ما كتبت وجميل جدا اختيارك للمثل وتدرجك من نقطه الي نقطه..
سلمت يا أبا سلمان.. ?