هناك كتلة من المشاعر الوطنية المتنامية بشكل غير مسبوق تعم الشعب السعودي في ذكرى اليوم الوطني، يصاحبها ارتفاع الحس الوطني المقرون بالفعل لتحقيق حلمهم وهو دفع عملية التنمية وتحسين مستوى المعيشة والتقدم على كافة الأصعدة، فهو الأمر الذي يثير الدهشة، فالفخر كون المملكة قبلة المسلمين وتحتضن الحرمين وحده لم يعد ما يحرك الناس، العمل الدؤوب وتحويل الأقوال إلى أفعال أصبحا معادلة النجاح الملحوظة بين الشباب، الذي يشكل من المجتمع السعودي بنحو 70 في المئة من السكان وما نعيشه حالياً ليس تغييراً شكلياً أو تطوراً في القشرة فحسب، بل هو تحول من محاكاة الماضي بالوسائل التقليدية والتحرك ببطء، إلى مرحلة صعود بهمة حتى القمة لتجاوز العقبات والوصول إلى الحلم المنتظر، هذا الحلم هدفه دولة أكثر رفاهية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، فهي بلا شك قاسية على أعدائها، متسامحة معطاء مع أصدقاءها، قوة عظيمه لحلفائها.
مع أن هذا العام يحل اليوم الوطني 89 في فترة ذات شأن من تاريخ المنطقة والعالم، وأحداث متسارعة بالغة الصعوبة، معيدة ذات الظروف أثناء انطلاق رحلة الكفاح لتأسيس الكيان الكبير للمملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن اّل سعود رحمه الله، وقد تجاوزت البلاد هذه الأزمات والأحداث، بل إن السعودية، رغم الظروف التي واجهت المنطقة والعالم، واصلت مسيرة العطاء وصولا لمزيد من المنجزات، فهنا يد تبني لتحقيق التنمية للوطن والمواطن، وأخرى تحل الأزمات وتحافظ على المكتسبات، فهي دولة لا يكتفي مواطنوها بالفرجة على مشروعها ومراقبته من بعيد، بل المشاركة فيه بصفتهم عناصر أساسية لنجاحه، ذات يوم قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير”، وهاهم السعوديون يثبتون أن حماسهم منقطع النظير ليس فقط رغبة وأمنية، وإنما أيضاً هو سعي دؤوب للوصول لهدفهم في مملكتهم التي يحلمون بها، وليس الطريق للحلم مفروش بالورود…! بالطمع لا. فمن يحفر الصخر لتحقيق الصعاب فسيجد من العقبات الشي الكثير، وهذه طبيعة الاصلاحات الكبرى التي تواجه كثيرا من العراقيل، فما بالك والمملكة تقود معارك سياسية واقتصادية وأيضاً اجتماعية، والجميل في ذلك أن أعداءها وخصومها مكشوفون ولم يعودوا كما كانوا مستترين يظهرون وكأنهم حمل وديع، وهو ما يسهل من مهمة نجاح المشروع السعودي التاريخي، يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية 2030: “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ما إذا كان الشعب السعودي غير مقتنع، وفي حال كان الشعب السعودي مقتنعاً، فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات”.
الكاتب/ عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com