التقيت في مشواري في الصحافة الرياضية خلال عقدين ونصف العقد من الزمن بألاف الرياضيين والاداريين والمسؤولين في الرياضية في المستوي المحلي والإقليمي والدولي ، وعشت عشرات القصص التي تروي انجازاتهم ، وتظهر تفانيهم وحبهم عن المنجزات ، ولم أرى أو اشاهد او التقي برجل يملك حبا تجاه لعبته وحبا وعشقا واخلاصا لوطنه كالمدرب الوطني لرياضة المبارزة الدولي تركي بن يحيى العنزي ، فهذا الرجل رياضي من الطراز الرفيع يملك طموحا كجبل “اللوز” الذي عاش وترعرع بجواره واكتسب من هذا الجبل الذي يواجه تغيرات الطبيعة وتقلبات المناح صموده وكبريائه ، فهو رجل وطني من الطراز الأول يحب بلده واهل بلده ، ويملك عزيمة وإصرار وحب انتصار دائما
هذا الرجل تلقى طعنه من “اتحاد المبارزة” ثم ضربه من وزارته “التعليم” التي كان يعمل فيها ويسهم في بناء الأجيال من خلال عمله كمعلم محترم عرف عنه الإخلاص والتفاني ، لكن بين ليلة وضحاها وجد نفسه خارج اطارة المنظومتين وتنكر له الأشخاص العاملين في القطاعين “اتحاد المبارزة ” و”وزارة التعليم” ليرحل خلف لقمة عيشه وسافر إلى الولايات المتحدة كتجربة جديدة في حياته ، ليستمر في مجاله الذي احبه منذ نعومة اظفاره ، ونهض من جديد وحول ضعفه إلى قوة ، وقاوم جرحه الذي مازال ينزف ، واصبح الان واحد من امهر المدربين اللذين يشار اليهم بالبنان في رياضة أكبر بلد رياضي في العالم عبر اكاديمية رياضية متخصصة تقوم على جهوده الشخصية
اضع ملخص شديد عن حياة هذا النجم الذي خسرته الرياضة السعودية في زمن الانقياء والاتقياء وهو مازال يعطي للوطن ، فبالأمس قدم ابنه “سيف ” الذي لم يبلع تمام السادسة ليحقق إنجازا في يوم الوطن للوطن ، تابعته وابنه يتوشحان العلم السعودي بعد الإنجاز ويقدمه لوطنه وهذا يجسد حبه وإخلاصه لبلاده رغم معاناته من مرارة الغربة وتقلبات الزمن ، ووجه وعود بان يقدم ابنه بطلا اولمبيا لرياضة الوطن ، واوجه النداء إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بن بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن المسؤولة الأولى عن كل مغترب سعودي في الولايات المتحدة الامريكية ، وإلى النشط ذا الهمه العالية والقلب العطوف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل المسؤول الأول عن كل رياضي سعودي ، بان يشملان هذا الرياضي “السعودية” الذي يعيش الان بعيدا عن وطنه واهله وذويه بعنايتهما ، ويسهما في اعادته إلى وطنه واهليه وذويه