تلقيت صباح التاسع من نوفمبر –البارد- في عاصمة الضباب لندن خبرا صاعقا ونبأ مؤلما كاد قلبي أن يتوقف علي اثره لولا حفظ الله ثم ايماني العميق بقضائه وقدره ، هكذا وبدون سابق انذار ، وصلني نبأ وفاة رفيق الدرب الصديق والاخ الحبيب الذي امضينا سويا “نصف قرن” من الزمان ولم تختلف فيها ولو لساعه ، رحل “أبا محمد ” قاسم كرامه محمد عباس ورحلت سيرته وكنياته “أبو طويله ” “ماجد” استرجعت شريط الذكريات على عجل رغم طول المدة التي تجاوزت نصف قرن من الزمان ، ونحن بمقربة من بعض ، لعبنا أطفال ، امضينا مرحلة الشباب ، تجاوزنا العقد الخامس من العمر سويا دون اختلاف ، كنت احدث نفسي بزيارة قريبه عند العودة من ارض الوطني لعلمي انه يحتاجنا كما أنا احتاجه ، لكن الموت سبقني وزاره قبلي ، مرضة بدا منذ ثلاث عقود ولازالت تلك الزيارة المفاجأة له في صفحات ذاكرتي عندما قمت بزيارته في مستشفى الامراض الصدرية بالطائف برفقة زوجتي ، كانت هي الزيار الأولى بعد زوجي مباشرة ، لم ازر أحد غير الوالدين قبله فأدخلت تلك الزيارة بهجة في نفسه رايتها في عينيه
مازلت أتذكر شراكتنا في كل شيء ، كنت بجانبه حين قرر بناء عش الزوجية لحظة بلحظة ، وعندما تم الامر وتقاسمنا الفرحة ، رد الجميل بتسمية مولوده الذكر الأول “محمد زين” تعبيرا للمحبة وتأكيدا للأخوة وتخليدا للذكرى بيننا
وَضُعْتُ اصابعي عَلِيَّ لَوْحَةِ الْمَفَاتِيحِ لاكتب كَلَاَمَةً فِي حَقَّةٍ، فَوَجَدَتْ أَصابِعِيَّ صَامِدَةُ جَامِدَةُ لَا تَتَحَرَّكْ ، لان ما اريد كتابته تعبيرا عن رثائي في حق رفيق دربي وأخي الذي لم تلده امي ، أن خبر وفاته أقسى ما وصل إلى مسامعي منذ فترة ليس بقصيرة ولم يكن مؤلما فحسب بل شكّل صدمة عنيفة ، لأنه غيّب من ارافق ، وهذا ما جعلني أتجرع الم الفرق والغربة معا ، كنت اتمنى ان أكون في مقدمة مشيعيه بل اشارك في غسل وتكفين جثمانه الطاهر، لكن لرب العبادة احكام وهكذا هي الدنيا تجمع وتفرق تقرب وتبعد
لكن أقول اللهم أبدله داراً خيراً من داره واهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وجنبه عذاب القبر ونجه من عذاب النار ، اللهم عاملة بما أنت اهله ولا تعامله بما هو اهله ، اللهم اجزه عن الاحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً ، اللهم إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابق عذاب ، اللهم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته ، اللهم انزله منزلاً مباركاً وانت خير المنزلين ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم انه عبدك وابن عبدك الحبيب الصديق الاخ الزميل ورفيق الدرب قاسم محمد كرامه خرج من الدنيا وسعتها ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر ، اللهم انه كان يشهد أنك لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت أعلم به. ،اللهم ثبته عند السؤال ، اللهم وارزقني واهله وذويه الصبر والسلوان واجعلنا من الذين قال الله فيهم “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”
التعليقات 2
2 pings
A.Raouf Barnawi
10/11/2019 في 3:08 م[3] رابط التعليق
رحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهمكم الله الصبر والسلوان .. عظم الله اجركم و تغمده الله بواسع رحمته
عمر شريف
14/11/2019 في 5:02 ص[3] رابط التعليق
اعظم الله اجركم استاذ محمد ورحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته