في تجارب كثير من المكافحين والعباقرة قصص ملهمة وجديرة بالنظر فيها ودراستها عميقا لما تحتويه من مهارات فائقة في مواجهة التحديات، وعزيمة قوية لا تعرف المستحيل، وإرادة صلبة يمكنها أن تحطم الصخر، وفي مسيرتهم كثير من الجهد وبعض الحظ حتى لا يقول قليلي الهمة والطموح أن الحظ يخدم، والعكس صحيح، هناك قنطار شطارة وطموح وفكر وسعة أفق وعبقرية يقابلها جرام من الحظ يأتي لمن يعملون ويبذلون الجهد.
مثل هذه التجارب الفريدة يبرز فيها رجل الأعمال يوسف علي الذي يعد أحد كبار المستثمرين في قطاع التجزئة بدول الخليج العربي وصاحب سلسلة “لولو هايبرماركت” الشهيرة في دولنا الخليجية، والتي تحظى بشعبية مقدرة في التسوق فيها، وهي في الواقع تقف شاهد إثبات ودليلا على كثير من قصص النجاح والطموح والعمل الجاد الذي يتجاوز حدود المكان ليسجل كثير من المعاني ذات الصلة بقدرتنا الإنسانية على تحقيق تطلعاتنا بغض النظر عن موطننا، فهذا العبقري الهندي لم يبدأ في بلاده وإنما خارجها، حيث بدأ من سلطنة عمان من خلال دكان بسيط لم يستمر فيه بسبب التوطين لينتقل بعدها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها انطلق حتى أصبح أحد أكبر رجال الأعمال العصاميين.
بقية تفاصيل النمو والتطور حتى صار ملياردير ضمن قوائم فوربس لأغنى رجال العالم معروفة وقد تحدث عنها بنفسه في كثير من اللقاءات والحوارات الإعلامية، ولكننا نتوقف عند التجربة التي بدأت ببدكان لم يستمر فيه طويلا ولم يحبط أو ييأس ويتوقف عن العمل وإنما حول بوصلته إلى دولة أخرى ومكان آخر، وبدأ من جديد كما لم يبدأ من قبل، وفي وقت وجيز انتقل من المحل التقليدي إلى المتاجر الضخمة التي أصبحت سلسلة ليس في دولة واحدة وإنما عدة دول.
بصدق لا يمكن أن نجد مثل هكذا إصرار وقوة إرادة وعزيمة إلا نادرا مما يفعله الأفذاذ، وهم دائما قلة يمثلون مشاعل مضيئة، وأملا في طريق طويل لتحقيق التفوق والنجاح والتميز، فتجربة يوسف علي ليست لبني جنسه فقط وإنما لنا جميعا، وخلاصتها ألا نتوقف أمام تحدياتنا وإنما نمضي ونخطط ونكتشف البدائل والخيارات الأخرى التي تصل بنا إلى غاياتنا، وربما لو كان أحد غيره توقف محله لتوقف حاله أو بحث عن وظيفة أخرى، ولكنه اختار الطريق الصعب لأن هدفه النهائي صعب، وعليه فكلما كبر التحديات ينبغي أن تكبر إرادتنا وتقوى عزيمتنا.
وهذه التجربة المتميزة لا تزال تقدم الكثير، فها نحن وفي ظروف انتشار جائحة كورونا الحالية تحرص جميع فروع اللولو على الصحة العامة من خلال التعقيم والتطهير والكشف على حرارة كل متسوق إلى جانب المحافظة على التباعد الاجتماعي حتى يتسوق الجميع بأمن وسلام وفقا لموجهات وزارة الصحة ليبقى مجتمعنا سالما معافى بإذن الله من هذا الوباء.
لا يمكن الحصول على النجاح بطرق قصيرة وحلول سهلة، ذلك ما نكتشفه من سيرة ومسيرة يوسف علي الذي يجسد قول الشاعر “إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام” فهو بدأ كبيرا ولا يزال يكبر بأعماله ويتوسع ليقدم لنا على الهواء مباشرة تجربة حية وماثلة للفكر الاستثماري المتميز، والحكمة والذكاء الإداري وبعد الأفق فيما يعمل.
كتابنا
> يوسف علي وذكاء تجربة اللولو عالمية المستوى
يوسف علي وذكاء تجربة اللولو عالمية المستوى
10/05/2020 2:57 ص
يوسف علي وذكاء تجربة اللولو عالمية المستوى
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/124814/