كان في مناسبة سعيدة جداً لقلبه ومرتقبة منذ زمن ، فجأة قفزت في عقله فكرة مرعبة تلاحقه منذ زمن !! ، وبدأ يتصبب عرقاً ، وتغيرت ألوانه ونسي ، أو تناسى أنه في زمن الفرح !، وفجأة سقط مغشياً من إلحاح الخوف عليه .
وأخرى كانت تحضر برنامج تلفزيونياً محبب لها ، فإذا بذاكرة حزينة سقطت مظلياً في ذهنها هي الأخرى ، غيبتها عن لحظاتها مهاجرة إلى قاع الماضي الحزين ، سحبتها نحو مشاعر الإحباط والوهن ، وأسرتها بقيود خيبة الأمل والهوان والتقهقر أسابيع ، ولربما أشهر أو أكثر !! .
كل هذه المواقف وأمثالها تتكرر في أحوالنا ، والكثير منا لا يتحرك قدر أنملة لتغيير واقعه ، بل بات في قيده حتى الممات !! .
وتفسير هذا ببساطة ؛أن الفكرة خاطرة يبثها عقلك ، وبتكرارها ومدّها بالكثافة الحسية والمشاعر مرات متعددة و تحصل هنا البرمجة لعقلك، وكلما ازدادت مساحة التفكير بها ، كلما أرتفع مؤشر البرمجة عليك ، واتسعت رقعة استعبادها لك ،وتعاظمت سلطتها على جسدك بصورة أعظم ، لكونها تعبث فيه ،فبمجرد استدعاء الفكرة السلبية ،يحصل تغييرات كيمائية في جسدك تتعامل مع خوفك الذهني أو حزنك كأنه حقيقية متجسدة في حاضرك، و العقل لا يفرق بين الحقيقة والخيال ، هذه التغيرات الكيميائية تتحول تراكمياً لقرحة بالمعدة ، أو سكري ، أو ضغط للدم ، أو التهاب بالمفاصل ، أو اضطرابات بالنوم ، وتدريجياً لأعظم مما تتصور بكثير ، وكل هذا ليس بواقع فقط فكرة !! ،
وتتكرر معك آلياً وببرمجة منك ، وبموافقة مطلقة لكونك رهين أحزان الماضي ، أو أسير خوف وقلق المستقبل ، غائب كلية عن لحظتك الحالية ، بل وتنكرها وخيرها الماثل بين يديك ! .
والحل بسهولة متناهية ، فور صدور الفكرة السلبية ، كن مراقب وواعياً لها ، فوراً ؛ أستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، فكر بماذا تريد لحياتك من سعادة ، استبدلها بأفكار ايجابية وبهدوء ،هنا توقف مدد البرمجة من خلال التدريب المستمر ، وتذكرك المستمر لأهدافك ونواياك .
كما عليك أن تتدرب لفنون مسامحة الماضي ، وأخذ الدروس منه لتكون أفضل بالمستقبل ، وتحرره من ذاكرتك ، لتعيش حراً كما تحب ، كما عليك أن تشغل ذهنك بأفكار جميلة ومنعشة من خلال أهدافك الحياتية وكيف تستمتع بالوصول لها ، عليك أيضاً ممارسة الامتنان والحمد والشكر للديان لجملة نوالاته العظيمة في حياتك ، والكفيلة بإذن الله تعالى أن تحل أفكار الجمال على ذهنك المتقد بالحب، وتزاحم غيرها مما لا تريد .
هي حياتك ، وهي أيضاً اختياراتك ، ولك أن تقرر خارطة الطريق لها كما تحب ، أما أن تنعم بالراحة وهدأة البال والسكون ، والجمال ، وأما أن تظل حبيس في زنزانة أفكارك المؤلمة ، وأنت وحدك من يقرر ويختار .
كتابنا
> كيمائية فكرة!.
كيمائية فكرة!.
22/07/2017 12:50 م
كيمائية فكرة!.
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/12655/