عرف عن البحر الغدر وذلك من خلال القصص الكثيرة التي تحكى في الزمان البائد أو من خلال الزمن الحديث وما خلفه تسونامي وغيره من القصص من فواجع ومآسي حكى بها القاصي والداني.. ولكن ومع هذه القصص فاجأ العالم فيروس كورونا الجديد كوفيدا 19 ورغم الحذر والتحذيرات والتباعد والكمامات إلا إنه ما زال يفتك بنا بني البشر ومن يدخل في حبائله الكثير يومياً على مستوى العالم عموما ومن خلال وطننا الغالي.
ومنذ بداية هذا الفيروس اللعين عاهدت نفسي على التعامل معه بحذر شديد مشدداً في ذلك على عائلتي التي تقطن معي في المنزل. وكان تواصلي مع العالم من حولي في أضيق نطاق وذلك من خلال تأمين الاحتياجات الضرورية ولقمة العيش. كما أن عملي كان من خلال الحاسب الآلي ومن خلال البرامج التي تم توفيرها ولله الحمد والمنة فقد حققت التميز في ذلك ولقيت الإشادة من القيادة الإدارية حيث تم عقد عدة اجتماعات ضرورية يحتاجها العمل. وكذلك تم عمل المحاضر وإنهاء المعاملات التي تهم المصلحة العامة ولا أبالغ إذا قلت أنني أعمل ساعات أكثر مما كنت عليه في الدوام المكتبي.
وبعد عيد الفطر المبارك وعندما جاءت القرارات الرشيدة بالعودة بحذر وذلك من خلال تنفيذ عدد من الاشتراطات التي تكفل تقليل الإصابة بفيروس كورونا الجديد كوفيدا 19 كانت العودة لمقر عملي متوكلا على المولى العلي القدير بأن يكفينا شر هذا الفيروس ومنفذا اشتراطات السلامة..
ولكن.. ما يؤلمني حتى هذه اللحظة وتجعل دموعي تذرف حزنا عندما اخترت التباعد وليس العودة مؤجلا ذلك حتى تزول هذه الجائحة عن الإنسانية جمعاء بإذن الله تعالى..
اخترت التباعد عن والدتي الغالية شفاها الله وعافاها عما فيها من أمراض خوفاً عليها من غدر هذا الفيروس اللعين ولم التقيها حتى الآن منذ انتشار هذه الجائحة وحتى الآن..
اخترت التباعد عن أخواني وأخواتي وعن أعمامي وعمتي وعن أخوالي وخالتي وعن جميع أقاربي وعن أصدقائي على الرغم من كل الحب والشوق للقائهم وعلى الرغم من دعوات اللقاء التي تصلني من البعض والتي وصلت إلى درجة العتب في أحيان كثيرة..
اخترت التباعد لأنني أحب الجميع وأتمنى لهم الصحة والعافية والسعادة..
اخترت التباعد لمعرفتي أن فيروس كورونا الجديد غدار أكثر من البحر ولا يؤمن جانبه مهما بلغت درجات الحذر..
اخترت التباعد لمعرفتي ويقيني أن هذا هو أأمن وسيلة لهزيمة هذا الفيروس اللعين..
اخترت التباعد الآن لتكون عودتنا للقاء بأمان وإن طال البعاد..
دمتم جميعًا في رعاية الله سالمين..
* محبكم :صادق بن محمد الحرز
إعلامي – صحيفة الجزيرة السعودية
التعليقات 2
2 pings
محمد بن إبراهيم البراهيم
06/06/2020 في 4:15 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله خير الجزاء
و حفظكم الله ورعاكم
زائر
07/06/2020 في 8:05 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع وهادف يستحق القراءة بتمعن