في السنة الثالثة من الدراسة الجامعية، كنا ندرس مادة نظام مالي واقتصاد إسلامي عند أحد الأكاديميين من الجنسيات العربية، وفي الاختبارات الشهرية كانت تنقصنا درجة أو نصفها، وكنا كثير ما نلح عليه أن يعيد الاختبار لتعويض الفقد وكانت إجابته الموحدة ” ماتتعلئيش بالحبال الدايبة ياخيبة ” وكنا نستغرب من إجابته، واصراره عليها.
وكنا تساءل عن تلك الإجابة حتى وضحت لنا أحد الزميلات أن الدكتور أراد أن يلقنكم درساً للحياة معناه “فإذا أستعنت فأستعن بالله “!!.
في الحقيقة كان لي مبدأ حياتي، كلما هممت لأمر وقد تعسر عند أحدهم، تذكرت كلام الدكتور، استيقظت من غفلتي وفهمت أن لحياة أجمل مع رب البريات وخالق الأرض والسماوات، يالله.. ياحبيبي يالله.
وهذه الحياة باتساع رقعتها تموج بنا تحدياتها يمنة ويسرى، لترفع منا مستوى مناعتنا النفسية حيال ما نمر به، ويخالجنا كثير من المشاعر المضطربة فنتعلق بهذا القشة أوأختها فنخرج مفلسين، لنخلص في الختام “مالنا غيرك يالله “.
ما أجمل وأرق وأعذب أن نعيش مشاعر السكون والسلام مهما عصفت بنا المعضلات، والتي لن تأتي إلا من خلال أن نفهم أنه لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا، ومعها نتمتم قد رضينا قد رضينا ونحن في قوة بالله ومنه.
كنت في أحد المرات مرافق لوالدتي رحمها الله تعالى ووالدي والمسلمين، وكنت أسأل الطبيب عن حالتها، فكان يقول لي حرفيا نحن درسنا بالطب كذا وكذا، ولكن مع الله تحدث المستحيلات.. وكأنه يقول لي فإذا أستعنت فأستعن بالله “درس إضافي.
قل لنفسك إذا خالطها شيء من عبث الخوف، أو سكنت في ردهة الحزن ” فماظنكم برب العالمين “، ثم تأمل لحياتك وكيف سيرها الباري بأمره بدون ما تطلب منه، أنه العزيز الحكيم.
نصيحة لنفسي قبلكم ما أجمل أن نبدأ يومنا بالامتنان لكل ما منحك الوهاب، وخر له ساجد ممتنا على عطاياه، سبحانه الكريم، ستجدون عذوبة في يومك ولطف في داخلك وسكينة وسلام.
الحياة واسعة جداً، ومقبلة ومحبة لمن يجيدون معرفة ذواتهم، ويسعون في مناكب البسيطة ويتنفسون الحب في كل لحظة، الحياة الحقيقية ليست لمن يملكون ماديات، بل من يملكون نبض حباً للآخرين، مدركين لمعية الله لهم، محسنون متقون شاكرون ذاكرون.. اللهم أجعلنا منهم.
يارعاكم الله.. إذا مرت بكم ضائقة، وبدأتم تتنفسون الصعداء، فخذ بلب عقلك وفؤادك لسعة ألطاف الله عليك، وناجيه مناجاة المحب المقبل، وأهتف أن يلهمك المزيد من وابل الطمأنينة والرضا، وأنت ملء اليقين به، ثم لا تسل عن كرمه الفياض، أنه الله.
ختاماً.. كل مر سيمر، لا تجعل الرزايا حينما تحفك بخطوبها أن تنزع منك جوهر اليقين به، بل تصالح معها، وقل ” الحمد الله ” اللهم يسر أمري وأمر كل مسلم ومسلمة، واجعل لك مكان في الخلوات تتزود وتشحن الروح لحياة أجمل مماترغب.
كتابنا
> ماتتعلئيش بالحبال الدايبة ياخيبة!!
ماتتعلئيش بالحبال الدايبة ياخيبة!!
08/06/2020 11:07 م
ماتتعلئيش بالحبال الدايبة ياخيبة!!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/127344/
التعليقات 1
1 pings
زائر
09/06/2020 في 12:32 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله
كل مقال نتعلم منه درس ولكن درس اليوم
جمييييل كم نحن بحاجته خاصة في هذه الظروف
الراهنة شكزا من كل قلبي د. وفاء السيف . الله
لايخرمنا منك ومن أمثالكو. محبتك نورا يوسف