لقاء الكتروني قدمته لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالعمران.. مع المحاضر والمدرب الدولي لعلم النفس والتنمية البشرية فاضل بن عايش الأحمد. وحضره عدد كبير من الآباء والأمهات.
المدرسة مؤسسة اجتماعية تنموية تربوية، وحياة اجتماعية فاعله. الهدف الاساس منها اعداد جيل من الشباب والفتيات المتعلمين القادرين على العمل والانتاج للانطلاق نحو مستقبل مشرق في هذا الوطن الغالي.
وها هو العام الدراسي الجديد (1441هـ ) يكشف لنا ستاره معلنا عن قرب عودة الحياة الدراسية، وبدأ التعليم بأي شكل تقرره حكومتنا الرشيدة. سواء كان التعليم حضوريا أو التعليم عن بعد.. كل ذلك يعني تنظيم الحياة اليومية للطلاب والطالبات، بعد أشهر مضت من الاجازة.
وقد تناول القاء عشرة محاور بهدف أن يستفيد الطلاب والطالبات من التعليم الدراسي بأفضل صورة ممكنة، ولكي يتخطى الاباء والامهات تلك الصعوبات التي تواجههم مع بداية كل عام دراسي جديد.
خوف طبيعي وخوف غير طبيعي
تناول المحاضر في هذا المحور الحديث عن الخوف عند الأطفال والذي هو شعور من عدم الارتياح، يصيب الطفل كرد فعل لتعرضه لحدث معين، أو الانتقال إلى بيئة جديدة غير الأسرة، كبداية دخول المدرسة، وهذا الخوف يعتبر طبيعي. فعندما يندمج الطفل مع المدرسة تدريجيا من خلال الأنشطة الموجودة فيها وكذلك الاختلاط بالأطفال، ومع وجود مدرس تربوي عندها يبعد عنه ذلك الخوف ويصبح محبا للمدرسة.
لكن المشكلة تكمن عندما يكون الخوف لدى الطفل خوفا غير طبيعيا ناتجا من ارتباطه بالمنزل بصورة كبيرة نتيجة تعلقه بالأم أو الأب. هنا لابد من الوعي التربوي في كيفية التدرج في انفصال الطفل عن والديه، لأن ذلك التعلق يسبب رفضه الذهاب للمدرسة. ونتيجة إصرار الأهل وضغطهم على الطفل للبقاء في المدرسة خصوصا أو يوم فذلك يؤدي إلى اضطراب نفسيته، ويشعر بالخوف الشديد من المدرسة. وهذه المشكلة تواجه الكثير من الأسر مع بداية العام الدراسي الجديد، فعلى الأهل تحبيب وترغيب المدرسة في نفس الأبناء واقامة حفل لبداية السنة الدراسية تشجيعا لنفسياتهم واستعدادا للعام الدراسي الجديد.
الاعداد النفسي ومهارات التربية
وشدد المحاضر أيضا أنه لابد من الإعداد النفسي ومهارات التربية التي من خلالها تتكون لدى الطفل ثقته بنفسه، حيث يبدأ العام الدراسي الجديد، وتبدأ معه مشكلات الأطفال في عدم قدرتهم على التكيف مع وضع المدرسة؛ مما يسبب لهم الضغط النفسي والاجتماعي، وضعف مستواهم الدراسي؛ لذلك يجب تأهيل الطفل نفسيا وتربويا بأساليب مختلفة لاستقبال العام الدراسي الجديد، حتى يقبل على المدرسة وهو مهيئ لها نفسيا وفكريا وبدنيا.
النوم والغذاء والنشاط
ومن أبرز النقاط التي ذكرت في اللقاء هو الاستعداد والتهيئة البدنية للأطفال قبل حلول العام الدراسي الجديد، ومنها النوم والغذاء والنشاط البدني، حيث أنها سوف تضفي للطفل الصفاء الذهني الازم لاستقبال العام الدراسي.
فمن المهم أن تقوم الأسرة بمراعاة النوم الصحي للأبناء والذي بدروه يعطي توازن داخلي في جسم الطفل، ويتراوح عدد ساعات النوم الطبيعي للأطفال سن ماقبل المدرسة بين 10 إلى 13 ساعة أثناء الليل. فمن فوائد النوم المبكر للأطفال أنه يساعد على نموهم بشكل طبيعي؛ حيث يقوم الجسم بإفراز هرمون النمو للأطفال، والتقليل من الشعور بالإجهاد أثناء اليوم.
كما أن الغذاء المتوازن والذي يحتوي على العناصر الغذائية الستة يلعب دورا مهما في صحة الطفل البدنية والنفسية والعقلية، ويساعده على مواصلة يومه الدراسي بنشاط وصحة جيدة.
وللنشاط الحركي نصيب وافر من الحديث أن هذه المرحلة من عمر الطفل يكون فيها كثرة النشاط الحركي بشكل ملحوظ، وهذا شيء مهم لتطوير المهارات الحركية لدى الطفل وتنمية السلوك الحركي الإيجابي لديه. كم أن النشاط الحركي ينعكس إيجابا على الطفل ويمنحه صحة نفسية وبدنية أفضل، ويدعم ثقته بنفسه ويعزز توازنه العاطفي.
تواصل الآباء مع المدرسة
تواصل الأهل مع المدرسة له دور مهم في إعداد الطلاب والطالبات، فحينما تكون هناك قرارات واحدة بين الأهل والمدرسة فإن الأطفال يشعرون بثقة أكبر ويحاولون محاولات أكثر جدية على الصعيدين الأسري والاجتماعي. فمعرفة المدرسة ببعض الأمور الأسرية يساعدها كثيرا في الوصول لنواح تأثيرية وحافزة للطفل، بل يساهم ذلك في فك بعضا من الرموز المتعلقة بسلوكيات الطفل بما يساعد تغييره للأفضل وتحسين مستواه والرقي به للتفوق والنجاح.
حسرة في نفوس الآباء
قد لا تدوم تلك السعادة طويلا حينما يجد الأب الحسرة في نفسه، والألم في قلبه وهو يرى ابنه قد تخلف عن ركب المتفوقين والمتميزين دراسيا. بسبب ماذا؟ بسبب سوء التعامل في التربية وعدم التهيئة الجيدة لاستقبال المدرسة والترغيب فيها.