كنت أتصفح القبور، وكأن صور أصحابها تطاردني في المسير..
فغدوت مهرولاً لأقبض حفنة من طين الأهل والأحباب كيما أعرف ذاتي وثباتي!
لا تثقوا بالليل..
ساعة انحسار الظلام!
لا تثقوا بالمجاز..
ساعة تغشي السديم بين خبايا الأوبئة!
لا تثقوا بالشوك..
الذي تسربل ما بين الأشجار والأزهار!
لا تثقوا باللسان..
الذي كبله المديح خلف قضبان الوصايا!
لا تثقوا في الصوت..
فلربما قد توارت خلفه آلام المنايا وأطناب الهجير!
لا تثقوا في الصبح..
وقد سيج الصياد تغريد البلابل بالبندقية والشباك!
لا تثقوا في الخطى..
وأرصفة الأمس ما زالت مكتظة بصوت المطر!
لا ثتقوا بالكلام..
فصرير وشاية صمته ما بين الحُفر!