ولنا مع نهاية الإجازة وقفة الأولى حرصاً من القيادة -حفظها الله- على سلامة منسوبي التعليم من فيروس كورونا ، وما تحقق من نجاح للتعليم عن بُعد؛ صدر الأمر السامي الكريم باستمرار التعليم عن بُعد حتى نهاية الأسبوع العاشر من الفصل الدراسي الثاني في التعليم العام والجامعي والتقني؛ وفق الآلية السابقة.
والثانية مع الآثار الجميلة التي أحدثتها جائحة كورونا تكاملُ العمليَّة التعليمية بين المَنزِل والمدرسة بشكلٍ فعَّالٍ.
وقد تلمس الكثير معاناةَ المُعلِّم، وخاصة في الصفوف الأولية، والجهد الكبير الذي يبذله المعلم في إيصال المعلومة لفلذات أكبادنا ” مسئولية ـ صبر ـ أمانة …..وسَطِّرْ ما شئت من الجمل” .
فقد أدرك الآباء والأمهات بجلوسهم خلف الشاشات لا لمتابعةِ مباراةٍ لكرةِ القَدم، أو مسلسلٍ تلفزيوني، أو برنامج محبوب، لا لساعةٍ واحدةٍ، أو يوم واحد، بل ساعات وأيام وأشهُرٍ، ولكن لمتابعة مَن يريد أن يُقالَ غداً: هذا الطبيب ابن فلان، أو هذا المهندس، أو المعلم ……إلخ.
فالعلم نور، وقد وردَ فضلُ العلمِ والتعلُّمِ في مواضعَ كثيرةٍ في القرآن والسُّنة والآثر وكتب الشعراء ومنهم احمد شوقي
قم للمعلم وفّه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا.
وقد اهتم ولاة الأمر في بلادنا المباركة بالعملية التعليمية، ومجَّانية التعليم في جميع المراحل، بل وحفَّزَت طلاب الجامعات والكليات والمعاهد بالمكافأة والتشجيع.
ومع هذا الوضع المتغير وتطبيق الاحترازات والتباعد لسلامة أبنائنا الطلاب، فقد أنفقت الميزانيات الضخمة لمنصة التعليم؛ حتى لا تتعطل العملية التعليمية.
وحرص الجميع على المتابعة والتواصل، فكيف بمَن رزقَه الله أكثرَ مِن ابنٍ وابنةٍ، وفي مراحل مختلفة، فيتابع مع الأول، وما إن ينتهِي من هذا حتى يلتفت للآخر، وقد يستمر من الصباح إلى المساء.
وربما أزعج بعضُ أولياء الأمور الإداراتِ المدرسيةَ بكثرة الشكوى والسؤال، ففتحت الإدارات أبوابها لِاستقبال كل ذلك ومعالجة ما أشكل وما صعب، وسخرت فصولاً لمَن لا تتوفر لديه الاستطاعة لمواكبة ذلك.
فكانت طيلة الفترة في نشاط وحيوية؛ واجبات تطلب، فتحل، ونشاط لرفع المستوى ينفَّذ، واختبارات دورية تُجتازُ.
والمواقف كثيرة، وأذكر أن ابني تأخر في إرسال الإجابة في مادة الرياضيات، وانتهى الوقت المحدد للإجابة، وكان أول يوم في الاختبارات، فتواصلت مع إدارة المدرسة، وكان عدد الطلاب كبيراً؛ فقرر المُدرِّس فتحَ الاختبار لهم لمدة (10) دقائق فقط، وتحت مسئوليته؛ تصرُّفٌ حكيم، وتضحية كبيرة من المدرس؛ ليُسعد أبنائه الطلاب، وهذا مثال ونموذج من عدة نماذج تستحق الإشادة والشكر، والتقدير نرفع لهم القبعة.
فقد استحق الجميع النجاح والتمتع بالإجازة، فكم من مواهب اكتُشِفت وبرَزَت، وأفكارٍ سُطِّرت من خلال هذه العملية التربوية المتكاملة بين المنزل والمدرسة، ويستمرُّ تحقيقُ النجاح في الفصل الثاني من العام عبرَ المنصة، مع استمرار تبادل الأدوار؛ لقَطفِ ثمرةِ النَّجاحِ.
التعليقات 1
1 ping
رقيه هوساوي
15/01/2021 في 12:55 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل جدا ( تبادل الأدوار وحرص الفيادة )بقلم
أخي الكاتب ،ليس بمستغرب حرص قيادتنا الرشيدة
وولاة أمرنا على سلامة منسوبي التعليم الشريحة
الأكبر من أبناء الوطن ، ودور المواطن الواعي الذي
ساهم في نجاح التعلم الالكتروني عن بعد
واكتساب مهارات القرن الواحد والعشرون في زمن
قياسي ،