للكلمة وقعها وأثرها البالغين على القلوب والنفوس..ولو لم يكن الأثر ضخمًا وجسيمًا إلى ذلك الحدّ ، لما التفت إليها الشارع الكريم وأولاها عناية فائقة في غير موضع..
ومن ذلك قول العزيز الحكيم:
(وضرب الله مثلًا كلمة طيِّبةً كشجرة طيِّبةٍ..)
ومنه أيضًا قول المجتبى صلوات ربّي وسلامه عليه :
(الكلمة الطيِّبة صدقة)..
هي صدقة لأنّها تكون بمثابة البلسم للقراح..
وداعمٌ لايُستهان به ، لجملة من شؤون حياتنا الصغيرة والكبيرة أحيانًا..
صدقةٌ لأنَّها تجعل الروح بهيجة وقادرة على مكابدة صعوبات الزمن والحياة بكلِّ رحابة صدر..ودون كلل أو توانٍ .
نحن في مواقف شتّى ، لاينقصنا للمثابرة والمضيِّ قُدمًا إلَّا من يدفعنا بصدق كلماته وإيمانه المتجلّي بنا ،لنبلُغ بتلك الفعال البسيطة مرامنا ..
علاوةً على ذلك ، فإنَّ النفس الراقية ترفع صاحب القول اللين والحسن عندها مكانًا عليًا..تبجّله وتستثنيه عن بقيّة ماعرفته وتعرفه..
والنقيض تمامًا هو حال اللفظة السيئة ، فهي نافذة إلى القلب نفاذ السهم إلى الجسد .. فتحزنُه وتضمن للعلل والأوجاع الاستقرار بين جنباته ماكتب له عَيْش .
وصاحبها مهما يكن شأنه .. ونظرًا لشناعة ألفاظه ؛ لايُسمع لقوله ولايُلتفت إليه بعدُ .
وآخر مايمكنني قوله في هذا الصدد..أنَّ النفس تشبه الجِرار .
إن كسرها لفظٌ جارح ، صار جبرها عصيبًا ، أو حتّى مُحالًا ..
(“فلنحترس “)