استأذن رجلاً أن يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة. فلما دخل ألان له الكلام. فقالت له عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول. فقال: أي عائشة، إنَّ شرَّ الناس منزلةً عند الله من تركه- أو ودعه- الناس اتقاء فحشه) رواه البخاري ومسلم
نحتاج في بعض التعاملات إلى المدارات والقول اللين.. حتى مع صاحب الخلق الذميم.. لأجل مصلحة وكسب الناس.
والمؤمن.. مطلوب منه الخُلق الطيب والقول الحسن.. وأن يختار ألفاظه بعناية.. ويحفظ لسانه عن الفحش وسيء الكلام من عبارات الشتم واللعن والسب والطعن والغيبة والنميمة..
وهذا ما يدل على شخصية متزِنة
إذا سمعته يتحدث أنصت له.. وتقبلت منه.
يتميز عند الحديث بنبرة صوت هادئة
تدل على ثقته بنفسه أولاً ثم احترام من حوله.. وتقديرهم وإشعارهم بالطمأنينة من الحديث معه..
وقد مدح الله في القرآن المؤمنون الذين يغضون أصواتهم في المجالس
يقول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) لذلك لابد من غض الصوت أي خفضه عند التّحدث وترك الجدال والتعصب للرأي.. وأن يكون المتحدث.. ذو حُجة قوية وعلم واسع.. (وإن من البيان لسحر) أي يأسر القلوب ويملك العقول بمهارات الحديث
سأل معاوية عمر ابن العاص.. من أبلغ الناس؟ قال : أقلهم لفظاً وأسهلهم معنى وأحسنهم بديهة.. ومن صفاتهم
التواضع.. والبعد عن التشدق.. ولين الكلام وبساطته.. واستخدام العبارات
والكلمات المفهومة.. وإنزال الناس منازلهم.. وترك ما لا يعينه وعدم تتبع عورات الناس.. وحفظ خصوصياتهم والاقتصار على الذات الذي ينشأ عنه احترام وتقدير وهيبة.. التي هي عزة للمؤمن.
التؤدة والاطمئنان في الكلام ومراعاة
مختلف الأعمار والثقافات وحفظ اللسان عن ترويج الشائعات يقول الله تعالى ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )
والتثبت من المعلومات وردها إلى مصادرها.. لاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الإشاعات مع التقدم التكنولوجي والتقني.
إن الحرص على لفظ اللسان.. يقوي العلاقات في المعاملات والسلوك
ويبني جسوراً من المودة والرحمة بيت الناس ويعزز الذات للعطاء والنجاح
يقول الدكتور أندور نيويورك.. إن الكلمات الإيجابية التي يسمعها الإنسان تعزز من الأداء الإدراكي في الدماغ.. وتحفزه وتجعله أكثر فاعلية وانطلاقاً
بقي القول.. إن طهارة اللسان من خُلق المؤمن التقي النقي من دنس المعاصي.
كتابنا
> ألان له الكلام
ألان له الكلام
26/01/2021 11:43 م
ألان له الكلام
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/151800/
التعليقات 3
3 pings
زائر
26/01/2021 في 11:55 م[3] رابط التعليق
ما أجمله من وصف
لا كُسر لكِ قلم ولا فض فوك
دائما نرى إبداعا متجدد من كاتبتنا المباركة
وفقك الله أختي وسددك
فاطمة الغامدي
26/01/2021 في 11:57 م[3] رابط التعليق
اللهم صل وسلم على نبينا محمد خير قدوة لأمته،
وجزاك الله خيرا استاذتنا الكريمة فاطمة الخماس.
ابوعمار
27/01/2021 في 9:53 ص[3] رابط التعليق
إن تربية القلب على عبادة التفكر والتدبر في آيات الله الشرعية
والكوينة من أقصر الطرق لصلاح القلب، ، فإن
القلب إذا امتلأ بتعظيم الله، فإنه يوشك أن يستحي أن يستمر في التفكير والوقوع في
المعصية