يوم من الأيام وأنا في إحدى محاضرات الجامعة سمعت بفتاة بأنها فور تخرجها، تم تعيينهـا مُعيدة في الجامعة ذاتها، وأصبحت تلقي المحاضرات في شُعب تضم فتيات من دفعتها، لم يكن الفاصل العمري بينهم ذا فجوة واسعة، وأصبحت أتساءل كيف لها أن تصبح مُعيدة فور تخرجها وأن تكون مُحاضرة لفتيات كُن يدرسن معها في يوم من الأيام، باتت هذه التساؤلات تلاحقني إلى أن سمعت قصة اجتهادها، وأنها كانت ترسم مخطط مستقبلها بشكل متأني و ذو احتمالات عديدة، فكانت تتخصص في شيء ما وتطلع على أشياء أخرى، وكانت شخصية تتمتع بمهارات كافية ومعلومات وفيرة مما جعل منها شخص مرغوب به بشدة في مجال العمل، خاضت اختبارات عديدة وكانت نتائجها عالية وبعد كل تلك الاستعدادات المهنية للمستقبل، صدرت قائمة أسماء المعيدين في الجامعة و كان اسمها يعتلي القائمة، فأخذتُها كمثل أقتدي به لمستقبلي فيما بعد الجامعة.
ولكن بعد أعوام من الاجتهاد، انقضت مسيرة الدراسة الطويلة، كنت قد رسمت لي مسارًا لمستقبلٍ زاهر وكنت أنوي أن أتفاخر بما سأصل إليه ولكن كانت هناك خريجات يقطنون المنازل وكُتبت في أحوالهم: ربة منزل، باتو يرددون لي بصوتٍ خافت أن الحياة بعد الجامعة أشبه بالضياع وما التخرج إلا خدعةً سوف تقعين بها لا محالة، ولن تصلي إلى مبتغاك بسهولة وقصص النجاح التي تملأ تلك الصفحات ماهي إلا حالات استثنائية و مهما حاولتي فلن تصلي، وإن وصلتي سيكون ذلك متأخراً جداً لكنني كُنت أضع في قرارة نفسي بأنهم لم يبذلوا قصار جهدهم وإنني سأفعل ذلك وسوف أحصل على وظيفة ما لا محالة، إلى أن ادركت بأننا على وتيرة متشابهة، لا جديد جميعُنا بذلنا ما بوسعنا ولكن دون جدوى، تساؤلات كثيرة أَريد لها إجابة شافية في مسيرة المستقبل المجهول و هذا الواقع، لكنني أخاف أن أصدق بأن قصص نجاح الملهمين ماهي إلا استثناءات؛ يا وطني إنني أحتاج إليك كما تحتاجني، إنني أبذل ما بوسعي، فدلني فإني أكادُ أن أضيع بين أحلام المستقبل الجميلة وخدعة التخرج المُخيفة.
كتابنا
> الخدعة التي صدمت مخططاتي (نوف الشاهين )
الخدعة التي صدمت مخططاتي (نوف الشاهين )
31/01/2021 9:52 ص
الخدعة التي صدمت مخططاتي (نوف الشاهين )
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/152189/