تتسم البيئة بنظام في غاية الدقة والاتزان، صنعها خالق عظيم، قال تعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾، ولكن قام الإنسان بالعبث بكل جميل في البيئة، هدد كل ما فيها، وهذا ما يسميه القرآن الكريم ب “الإفساد”، وتسمِّيه العلوم المعاصِرة بـ “التلوث”، وتسميه العلوم القانونية ب “جرائم البيئة”.
مرتكبو هذه الجرائم يشكلون تهديدًا وخطرًا علينا، هذه الأخطار للأسف ليست قاصرة على الوقت الحاضر إذ أنها تمتد إلى الأجيال القادمة.
فضلًا عن ذاك تمتد أضرارها خارج نطاق ارتكابها وبالأخص جرائم تلوث البيئة الجوية، وهذا ما يعقد المشكلة وتصبح أكثر صعوبة لحلها؛ لذلك لابد من إجراءات وقائية وسريعة للحد من تجاوزها الحدود.
ولذلك كله اهتمت المملكة العربية السعودية بهذا الأمر، فقد جاءت خطط التنمية الخمسية في المملكة وما زالت لتؤكد على ضرورة استمرار العمل البيئي من خلال: تحسين الصحة العامة وضمان سلامة حياة المواطن وحماية البيئة الطبيعية من التصحر والتلوث ودعم مساهمات الأفراد والمؤسسات في المحافظة على البيئة، وكذا على أهمية توفير خدمات بيئية شاملة ونشر مقاييس بيئية لجودة الهواء المحيط وجودة الماء والتخلص من النفايات، حتى أنها قامت بالتصدي لهذه الجرائم عن طريق وضع عقوبات لمرتكبيها، إذ نجد هذا الأمر موجود في طيات الأنظمة التشريعية مثل:(نظام البيئة، نظام صيد واستثمار وحماية الثروات المائية الحية في المياه الاقليمية للمملكة العربية السعودية، قانون (نظام) الأسمدة ومحسنات التربة الزراعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية).
وكذلك ظهر اهتمام المملكة بالبيئة والنواحي البيئية في مشروعاتها البيئية، مع النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق، كما في المادة الثانية والثلاثين من النظام الأساسي للحكم، التي تنص على( تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها).
كتابنا
> مكافحة الجرائم البيئة في المملكة العربية السعودية
مكافحة الجرائم البيئة في المملكة العربية السعودية
09/03/2021 10:34 ص
مكافحة الجرائم البيئة في المملكة العربية السعودية
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/154289/