حصريًا .. في رمضان
عشرون يومًا تفصلنا عن استقبال ضيفنا الحبيب الكريم (رمضان)
رمضانُ .. الذي بمقدمه تكون الانطلاقة الفعلية لبدء المسارعة في شتّى ميادين الخير والفضل.
والروحُ العارفةُ بالله -جلَّ وعزَّ – وبقربه وسعة رحماته،تخلع عنها علائق الماضي وأدرانه.
فنجدها عندئذٍ غُسِلت من الغلِّ والحقد وكلِّ ماينغّص عليها صفو الأيّام،ويثقلها ويُعِلُّها..
فتصبحُ بتلك الفِعالِ ،صالحةً و مستعدَّةً لممارسة جملةِ العبادات المفروضة عليها،والتي لاتستقيم أبدًا إلَّا بجهاد عظيم مع نفس جُبِلت على العناد وبُغضِ المكابدة..
رمضانُ .. الذي يجمعنا بأهلنا وأقرانِنا على موائد الإفطار والسحور ، ممَّا يزيد ألفتنا وترابطنا أكثر من أيِّ وقت سابق.
وقد جرت في عالمنا العربيِّ عاداتٌ مشتركة كُثُر تختصُّ بهذا الشهر الفضيل .. وعلى رأسها مايختصُّ بالموادِّ المعروضة على الشاشة الصغيرة،أو المذياع..
وكما لايغيب عن إدراكك عزيزي القارئ ، أنَّ شهر رمضان منذ زمانٍ ليس بالقريب هو الموسم الذهبي (كما يسمّيه كثيرون) لعرض الأعمال المتلفزة ِ المختلفة، من برامج ثقافية وفوازير رمضانية ومسلسلات اجتماعية وكوميدية..
ولعظمة ورفعة هذا الشهر الكريم في وجدان العالَمين، ظلَّت شركات إنتاج تلك الموادّ ومحطات عرضها ،محافظةً لوقت طويل على الواجب الأخلاقيِّ والمُحَتِّم بضرورة التنبُّه لما يُعرض في رمضان..
ونظرًا لاستشعار تلك المسؤولية الجسيمة ، كانت البرامج الدينية والمسابقات القرآنية التثقيفية ، والأعمال التاريخية تأخذُ الحيز الأكبر من ساعات العرض..
إلَّا أنَّه في أوانِنا هذا الذي تتداخل فيه مفاهيم ، وتُغيَّرُ فيه مصطلحات أُخرى ،فلا حُرمة لهذا الضيف الفاضل باتت تعرفها المحطَّات (إلَّا مارحم ربِّي)..
وتحت عنوان “حصريًا في رمضان” ينضوى العجبُ العُجابُ.
ومن هذا المنبر ..
أذكِّرُ نفسي وإيَّاك عزيزي القارئ ، بضرورة اغتنام فرصة العيش في ظلال وبركات ورحمات رمضان فهو كما قال ربُّنا:
(أيَّامًا معدودات..)
ورجائي أخيرًا لمحطّاتنا العربيّة الموقّرة ، بأن تراعي مهنيتها وأخلاقها وتحكّم ضميرها ، ولاتعرض مالايتوائم مع جلالة ضيفنا الكريم..
(وكلُّ عامٍ وأُمتيَّ العربية والإسلامية وإخوتي بألفِ خير وعافية وأمان)