حقق فريق بحثي من كلية الطب البيطري في جامعة الملك فيصل إنجازًا علميًّا بحثيًّا جديدًا تمثل في الحصول على براءة اختراع من مكتب براءة الاختراعات الأمريكية عن بحث بعنوان” مثبطات ببتيدية لفيروس ميرس” وهو الفيروس المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وأوضح معالي رئيس الجامعة الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي أن هذا المنجز الطبي العلمي الجديد يأتي ثمرة لما يلقاه قطاع التعليم العالي من رعاية القيادة الرشيدة، وتوجيهات وزارة التعليم ودعمها الكبير لقطاع الابتكار والبحث العلمي، والذي يمثل ركيزة أساس لتحقيق تطلعات ومستهدفات رؤية المملكة 2030، الساعية إلى دعم التحول نحو الاقتصاد المعرفي، من خلال تحفيز الباحثين للتقدُّم بأبحاث أصيلة فريدة تنتهي إلى براءات اختراع، يتم دعمها وتسويقها لتعظيم أثرها، منوها بالخطط الاستراتيجية التي عملت عليها الجامعة للنهوض بالبحث العلمي، وتطوير وتنويع منتجاته كما أشاد بكل الجهود التي تبذلها القطاعات البحثية والابتكارية في الجامعة لدعم ومساندة الباحثين، وتهيئة البيئة المناسبة لهم، وتقديم جميع أنواع الدعم اللازم، مؤكدًا معاليه أن الجامعة ماضية في تطوير مسارات الابتكار والبحث والعلمي، وتعزيز كل المبادرات ذات الأثر التنموي، وسيسهم هذا الإنجاز الطبي بإذن الله في إنتاج أدوية لعلاج فيروس الميرس، حيث يجري الآن العمل على إجراء الدراسات السريرية الإكلينيكية لاختبارها في الحالات المصابة.
من جانبه بين سعادة عميد كلية الطب البيطري الدكتور ناصر بن عبدالله الحمام أن هذا البحث يعد أحد البحوث الاستراتيجية والمدعومة من قبل جامعة الملك فيصل، مشيرًا إلى أن فيروس كورونا المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS COV) يمثل خطرًا صحيًّا كبيرًا ويؤدى إلى الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي وإصابات الكلي. ولذا كانت هناك حاجة ملحة لتطوير علاجات جديدة ضد هذا الفيروس المستحدث. وجاء هذا الاختراع، ليسهم في منع التغيرات التركيبية بالفيروس أثناء اتحاده بالخلايا، والقيام بعلاج الخلايا المصابة بالفيروس. كما يحتوي الاختراع على قطع ببتيدية محاكية لبعض بروتينات الاندماج الفيروسية، وتم تعديلها وراثيا لتتمكن من الاتحاد بقوة مع تجاويف الاندماج الخلوي المنتشرة على سطح فيروس الكورونا. وقد أظهرت النتائج قدرة الأدوية الجديدة على منع الاندماج الغشائي بين غلاف الفيروس وخلايا العائل وكذلك تم تثبيط الفيروس ومنع تكاثره بنسبة تصل إلى أكثر من 98.7%، وتعد الببتيدات المكتشفة أقوى مثبط لتكاثر فيروس الميرس حتى الآن، حيث ثبطت تكاثر الفيروس عند تركيزات منخفضة جدا وخالية من الأعراض الجانبية لكونها تتكون من أحماض أمينية طبيعية وغير معالجة كيميائيا. ولم تظهر أي سمية علي الخلايا حتى أكثر من ١٠ أضعاف جرعتها المؤثرة على تكاثر الفيروس.