أضفتْ خلالَ شهرِ رمضان، وأول أيام العيد إلى صرح تجاربي في مجال العمل التطوعي لبنات جديدة بالالتحاق بفريق مركز بنجلاديش الإسلامي BIC التطوعي Volunteer للعمل في مسجد بتول مكرم Batoul Makram Mosque التابع لهم، فبدانا العمل قبيل دخول شهر الله الفضيل بأيام بالعناية بمواقف السيارات الخاصة بالمسجد، بالتنظيف والترتيب فعدت بذاكرتي إلى عقود واسترجعت أعمالنا في النشاط الكشفي أعمال الريادة، وتجهيز المعسكرات فمنذ فترة ليست بقصيرة أصبحت كل الأعمال التطوعية التي أشارك فيها إشرافية ولا تعتمد على المجهود العضلي كثيرا، غير أن هذه المرة عادت بنا الأيام فخلال أول المهام التطوعية شاركت بمجهود عضلي وباشرت تجميع الحشائش وأغصان الشجر اليابسة، وهذا العمل إعادة ثقتي في نفسي وإمكانية المشاركة في الأعمال التي تعتمد على المجهود البدني بعد الغياب عنها فترة لبلوغي من العمر عتيه فخلال أكثر من 40 سنه في مجال العمل التطوعي كانت مراحله المشاركة مختلفة بدأت بمجهود بدني ثم بين المجهود البدني والذهني، ثم تحولت إلى مهام إشرافية وجهود إعلامية تعتمد على إعداد التقارير وتحرير الأخبار والإشراف عليها إذا وجد فريق إعلامي أو مركز اعلام نعمل فيه
ثم أمضينا في الأعمال التطوعية خلال شهر رمضان، وانحسرت مهامي في المشاركة في تجهيز وجبات إفطار الصائمين بعد صلاة العصر، ثم المشاركة في تقديم التمر والماء قبيل أذان المغرب لمرتادي المسجد، وتنظيم صفوف المصلين داخله، وقضاء نحو 8 ساعات متواصلة داخل بيت من بيوت الله وفي محيطه اكتسبت خلالها الكثير وأضفت إلى تجاربي العديد من الفوائد
وفي صفحة جديدة من تلك الفوائد شاركت في تنظيم صلاة العيد والتي أقيمت في ميدان خاصة بكرة القدم تم الاستفادة منها كونه مفتوحا ويتسع لأعداد كبيرة من المصلين، فكانت المهمة صبيحة اليوم الأول من شوال الجاري الموافق 13 مايو 2021 المشاركة في تنظيم صفوف المصلين في الموقع، إلى جانب الإشراف على جميع التبرعات عبر الصناديق المخصصة للمسجد، وتقديم الضيافة اللازمة من المياه والتمور للقادمين إلى الموقع، فخرجت بتجارب عديدة، تأتي في مقدمتها كيفية معايش الظروف وتحويل الغربة إلى متعة وتجربة ثرية، والاطلاع على ثقافة شعوب الأرض حيث حضر إلى المكان من جميع الأعراق، كما سجلنا تجربة جديدة بالحضور نحن كسعوديين متواجدين في تلك المقاطعة بالزي الوطن، ليظهر مع أزياء الشعوب الأخرى، فكانت تجربة لن أنساها في حياتي وهي المرة الأولى التي أقضي فيها هذه الشعيرة خارج أسوار الوطن، وحتى خارج مكة المكرمة
كما عايشت في ذلك المسجد الصغير الذي لا يتجاوز سعته 300 مصلي في أفضل الظروف العمل الكبير والعظيم الذي يقدمونه أبناء الجالية البنجلادشية، فالمسجد يرتاده عشرات المصلين من جنسيات مختلفة، ومن أعظم ما رايت وعايشت خلال شهر رمضان حملتي التبرع التي كانت الأولى في بداية العشرة الأخير، والثانية ليلة السابعة والعشرين عشية ختم القرآن الكريم
الخلاصة هي تجربة ثرية لم تنتهي بعد، وأن شاء الله تستمر بالتأكيد بتوفيق الله، كون المهام مستمرة، وبنيت في المسجد خلال هذه الفترة الوجيزة صداقات عريضة ومعارف عديدة تساعدني على الاستمرار في الفترة القادمة بتوفيق الله، إضافة إلى المعاملة الأخوية من قبل الجميع واعتمادي رسميا ضمن فريق المتطوعين في المركز