حياة الإنسان مدرسة فسيحة، مليئة بالخبرات المثمرة، وحقل التعليم ميدان خصب للزرع وجني الثمار .
مرّ لي ما يزيد على ثلاث وثلاثين سنة في ساحات التعليم، ولعل من الثمرات التي وجدتُ أّكلها دائماً ونفعها مستمراً، ثمرات النشاط الطلابي
فكم صقلت من موهبة، وأخرجت من عزلة، وأذهبت من انطواء، وكسرت مشاعر الخوف والخجل !
لقد أثمرت مواهباً ونبوغاً؛ لذا فإنّ الأنشطة الطلابية تصنع مالا تصنعه الدروس داخل الحجر الدراسية من علاج لبعض المشكلات السلوكية داخل المدرسة .
خلال هذه السنوات الطويلة كان النشاط الثقافي ( الإلقاء، المسرح، الشعر، القصة … ) البداية الأولى في خوض غمار النشاط الطلابي – أقول- : كان كفيلاً بأن يخرج كثيرا من الطلاب من الانطواء، والعزلة، والخجل، بل إنّ هناك من تحول مبدعاً، وخطيباً مفوهاً، وكاتباً متقناً، وشاعراً فحلاً، ومذيعاً ماهراً، أراهم هذه السنة بعد مرور سنوات على نبوغهم الأول .
وهكذا الأنشطة الطلابية ( الكشفية، الاجتماعية، العلمية … ) تحدث أثرها في صقل المواهب الطلابية، والخروج بهم من الكم إلى الكيف، ولذلك لا يقتصر دور التربية الحديثة على الصف الدراسي في تنمية القيم والاتجاهات والمهارات وأساليب التفكير، بل إنّ النشاط الطلابي يحقق الكثير من الأهداف التي لا يمكن أن تتحقق داخل حجرات الدراسة .
إنّ المناشط أحد العناصر المهمة في بناء شخصية الطلاب، وصقلها، وإنّ كثيراً من الأهداف يتم تحقيقها من خلال المناشط التي يقوم بها الطلاب خارج الصف الدراسي
فعلينا أن نختار ما يناسب الميول، وينمي الموهبة، ويشبع الحاجات؛ لنشعر بالاكتمال النفسي .