ميدان تسابق وإبداع، صقل مواهب وإمتاع، هاك الشعر، والإلقاء، والمسرح، والقصة، والإنشاد، والإذاعة،… ، إذا حضرت هذه المكونات فقد حضر النشاط الثقافي فأمتع، وأقنع، كم خرَّج مبدعاً، فكان خطيباً مفوهاً، أو شاعراً فحلاً، أو كاتباً ماهراَ، أو مذيعاً لامعاً!
مهارات عليا يكتسبها الطالب، إذا وجد من يرعاه، ويتبناه، في هذه المواهب.
يبدو للطالب للوهلة الأولى أن هذا الطريق عسير، والوصول إلى الغاية فيه صعب المنال، يتردد طلابه فيحجمون ، وربما كان لفِطَرهم فيه مغرس، ومنبت ، لكنهم لم يتعهدوه بالسقيا، والاهتمام، فذبل ،واضمحل.
لماذا هذا الذبول والاضمحلال؟
يبدو أن الخجل، والانطواء سبب هذا الذبول والاضمحلال
أيّها الشارب من فن الثقافي اطرق الباب وهيا للتفاني
ثِقْ بنفسٍ واجتنِ منه رحيقاً يشفي النفس ويحلو بالآذان
إنما الإبداع في تشمير ساقٍ وعلو النفس في سبق المِرَان
مارسْ الإبداع إذ ما رُمتَ مجداً واكثرْ التجوال في هذا المكان
نعم إن طلابنا اعتراهم الخجل، وأصبح قبراً للمواهب، والإبداع ، وضياعاً للفرصة تلو الفرصة ؛ لأنّي لا أريدك أن تقبر موهبتك ، فتناول علاجك بنفسك ، بادر وواجه الجمهور ودرب نفسك بالتدرج، فما نخافه أساساً هو الفشل لكن حين تدرك بأن الفشل والنجاح وجهان لعملة واحدة ، فستحقق نجاحاً كبيراً.
فالإلقاء مثلاً يبدو لكل شخص يريد أن يسبح في لجته لأول مرة ، أثقل من جبل، فهو حمل لا يطاق؛ لكنه بالدربة والمراس يصبح أمراً معتاداً، ينمو يوماً بعد يوم ؛ ليصل بنا إلى الإبداع والإمتاع ، ولكننا نحتاج إلى من يكتشف المواهب وينميها ، بل يأخذ بها إلى الدربة، والمراس ، وهنا يأتي دور الأسرة أولاً في اكتشاف مواهب أبنائها ورعايتها وتشجيعهم على الممارسة والتدريب ثم دور المدرسة في رعاية المواهب وصقلها من خلال الأنشطة الثقافية المختلفة داخل المدرسة وخارجها
كم أسهمتْ هذه الأنشطة في علاج بعض السلوكيات لدى الأبناء، فالخجل والانطواء والعزلة هي عقبات لدى الأبناء في طريق الإبداع في هذه الأنشطة ، لكن سرعان ما تتهاوى واحدة تلو الأخرى أثناء الاشتراك أولاً، ثم التدريب، ثم الممارسة، وهذه الفائدة التي يجنيها الطلاب من ( الإلقاء ، المسرح ،مسابقات الشعر ، مسابقات القصة ، الإذاعة … )، بل إنها سبيلٌ إلى الإبداع والتميز ، فكم خرَّجتْ من موهوبين، ومبدعين، يشار إليهم بالبنان، كان منطلقهم من هذه الأنشطة ،لنرى من حولنا كم نسمع مذيعا ماهراً، نستلذ بحديثه ونطرب لسماعه! وكم من ملقٍ يجذبك إليه، ولا تنفك من حبال متعته حتى ينتهي! وكم من شاعرٍ يأخذك سحر بيانه فلا تنفك من سحر بيانه حتى تنتهي من قراءة شعره أو سماعه! وكم من ممثلٍ تنتظر دوره بكل شغف ليأخذك إلى المتعة !
قف واسأل نفسك يا ترى كيف بدأ هؤلاء؟! وأين بدأوا؟! ومن اكتشف هؤلاء؟! لعلك تجد الإجابة المقنعة المحفزة التي تجعلك تنطلق، فتصل إلى الإبداع ، والإمتاع، فالمشاركة ، وخوض التجربة والتدريب والشغف والمتعة هي خارطة طريق توصلك إلى عالم البرامج الثقافية .