عدتُ إلى مسقطِ رأسي ” مكةَ المكرمةَ ” بعدَ غيابٍ دامَ نحوَ 165 يوما متواصلةً عنْ بلدي المملكة العربية السعودية وفي مهمة دينية وطنية إنسانية اجتماعية.
فمنذ 7 يناير هذا العام 2021 وصلت وفي مرحلة جديدة من الكفاح إلى العاصمة الأمريكية “واشنطن”، ومنذ الساعة الأولى من وصولي إلى “ارلنغتون” في فرجينا القريبة من العاصمة شعرت بصدمة بعد فترة امتدت لنحو 3 سنوات في الشمال الأمريكي بمدينة “شيكاغو” الحالمة الجميلة، عشت هناك وكونت صداقات عريضة جدا مكوناتها أبناء وبنات بلدي المبتعثين والمبتعثات، وعدد من أبناء العرب من الجاليات المتواجدة هناك، إلى جانب الأصدقاء الآسيويين، ورعايا دول أفريقية
وفي المدينة الجديدة شعرت في البداية بالغربة، ولم أتصور أن مجتمع فريجينا لا يقل عن “شيكاغو”، إلا بعد الانطلاق والبحث عن أصدقاء جدد فوجدت في طريقي مجموعة متحابة يقودها مواطن سعودي يعيش هناك لا كثر من عقد ونصف العقد، التقيت بالأخ العزيز والزميل القدير “مصارع السرطان” صاحب الإرادة والهمة والابتسامة سفر الرشيدي والذي شعب أمامي العلاقات، وربطني بذلك السعودي المتخصص في السياسة ابن حائل الراقي الدكتور زياد الشمري، وغيره من الإخوة المغتربين العرب من مختلف الجنسيات، نجتمع في لقاء أسبوعي كل “جمعه” نتناقش همومنا في الغربة، عدت بفضل العلاقات الجديدة إلى ملاعب كرة القدم بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود
التقيتُ بالحبيبِ مطرَ الرويلي عاشق رياضيةٍ المشيِ ، فعدنا إلى ممارسة المشي الطويل وبشكل يومي استعدت من خلالها جزء من لياقتي البدنية التي بدات افقدها من مدة
النقاش الثقافي الملهم مع الزملاء والأصدقاء الجدد أعادني إلى مقاعد الدراسة مجددا عبر تحويل تواجدي هناك إلى “دارس” في مغامرة جديدة محسوبة النتائج
وعلي مستوى أرشيف الصداقات التقيت بالفاضل الدكتور حسن حلواني بعد انقطاع أكثر من 3 عقود ونيف من الزمان ، وجدت “أبا أحمد” كما عهدت في مرحلة الشباب ، طيب القلب ، راقي الاخلاق الابتسامة على محياه دائما .
كل هذا العناصر مجتمعة مع جمال الطبيعة ورقي المدينة جعلتني انطلق بإيجابية وفتح الآفاق أمامي في إمكانية التعويض عن “شيكاغو” في العيش في “ارلنغتون” الحالمة بمجموعة مغتربيها، والزملاء المواطنين، والأصدقاء والأشقاء العرب وغيرهم ، وتأكد لي أن في “ارلنغتونْ” اخوة لي لم تلدهم أمي
ولنا عودةٌ إلى ” ارلنغتونْ ” ومواصلةُ التجربةِ الجديدةِ فيها ، دمتمْ ودامَ الوطنُ بخيرٍ ورخاءٍ