ماذا يعني لك الوقت؟!
هل ربينا أنفسنا وأبناءنا على احترام الوقت؟!
هل نشعر بأهمية الوقت في حياتنا ؟!
هل، وهل أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح حول علاقتنا بالوقت والحفاظ عليه
فالوقت هو الثواني والدقائق والساعات التي تمر بك في الليل والنهار.
دقات قلب المرء قائلةٌ له .. إنَّ الحياة دقائق وثانواني
الوقت غالٍ فلماذا لا نقدره ونحافظ عليه ؟ لن ينتظرنا بل سيذهب ، بلا عودة يقول فرجيل: ” الوقت يمضى دونما عودة” الوقت لا يُقدَّر بثمن فهو كالذهب إذا تبعثر أصابنا الندم واستولى على قلوبنا يقول المثقّب العبدي:
ربَّ يومٍ بكيتُ منه فلمَّا.. صِرتُ في غيره بكيتُ عليه
ما أجمل أن نجعل للوقت قيمته ! فالرجال الخالدون نسجوا من أيام حياتهم أردية العظمة يقول ابن هبيرة :
والوقت أنفس ما عُنيتُ بحفظه .. وأراه أسهل ما عليك يضيع
إن المحافظة على الوقت تُحتِّم على المرء أن يعمل خطة لعمله، والاستفادة من وقته فالوقت كالشجرة المدلّاة بالثمار إذا لم نهتم بها، وبجنيها فسدت ثمارها ولم نجن منها شيئا ، فالمواطن الصالح يحاسب نفسه على ما فات من عمره من غير عمل ينفعه وينفع وطنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟”
” قال: حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وجاء في بعض الأحاديث عن شبابه فيم أبلاه، فالإنسان يحاسب على العمر، والعمر مدة زمنية يعيشها الإنسان، وهي مكونة من هذه الأنفاس والساعات والأيام والشهور، يحاسب الإنسان كيف قضاها، بماذا قضى هذه الساعات، وبماذا قضى هذه الأيام؟، هل قضاها في طاعة الله، أو قضاها في معصيته، أو ضيع الزمان من غير طائل بالنوم والفضول من الخلطة والتنزه والمباحات، إلى غير ذلك، حتى تصرّم عمره دون أن ينتفع به أو أن يخرج بشيء ينفعه عند الله -تبارك وتعالى-؟، فالإنسان يسأل عن هذا عن عمره فيم أفناه”
إذن العمر عبارة عن الوقت كما جاء في الحديث وشرحه ولذا وجب على المسلم العاقل إن يحافظ على ثواني ودقائق وساعات عمره يقول فوليتر :” إنّي أحسد الرجل الذي يثقل عليه وقت فراغه ” كيف لا ونحن نعلم كمسلمين أننا محاسبون على أوقاتنا ولذلك علينا أن نسعى لتحقيق أهدافنا، فكلما وضع الإنسان غاية أو هدفًا ساميًا نبيلًا عاليًا سعى إلى تحقيقه مهما يكلفه تحقيق هذا الهدف يقول حافظ إبراهيم :
من رام وصل الشمس حاك خيوطها .. سببًا إلى آماله وتعلقا
فكيف نصل إلى شموسنا إلا بالتخطيط والمحافظة على الوقت واحترامه، إن هذه الشموس العالية والحارقة يجب أن نصنع لها سلمًا متينًا يوصلنا إليها لنحقق آمالنا وأهدافنا العليا عن طريق تربية أبنائنا وأنفسنا أولًا على التخطيط للوقت والاستفادة من كل ثانية في حياتنا .
إنّ حبَّ الوطن يوجب علينا أن نستثمر الوقت كلٌّ في عمله استثمارًا دقيقًا منظمًا؛ لأن التفريط في الوقت خطأ كبير يقول المفكر المصري يحيى نامق :” الشخص الإيجابي : هو صاحب الشخصية القوية المتوازنة، يعرف الطريق الذي يوصله إلى هدفه، فينظم وقته، ويعتمد على نفسه، ولا يتأثر بغيره”
فالوطن الذي يعرف أبناؤه كيف يستفيدون من أوقاتهم بتنظيمها بين الواجب والهواية، ويقترن ذلك بحب العمل يصبح وطنًا عظيمًا يزخر بالأدباء، والمفكرين، وصنّاع الأعمال المهرة، والمبدعين في جميع المجالات
ما أجمل أن نحافظ على الوقت! وما أقبح ضياع الوقت سدى بدون فائدة!
فإن ضياعه ضياع المجتمع وضياع فرص قد لا تعود أبدًا، يقول أحد المفكرين :”إن من الجنون أن يطوَّح المرء بوقته دون أن يحسن استغلاله ”
هيا لنربي الأبناء على المحافظة على الأوقات؛ ليحققوا الأهداف والغايات، وليسهموا في بناء هذا الوطن المعطاء؛ لتحلق رايته خفاقة في عنان السماء.