الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
طبعاً الخطبة كانت سريعة جداً كما قلت لكم، لبست السلطانة فيها (قفطان) فستان، وأول ما وصلت دخلت على الصالون، قبل الضيافة نادت على أختها: تعالي صوري، وبدأت أنا لبستها الخاتم وباقي الأغراض، وأختها تصور، وبعدين أخدنا صورة مع والدتها، وزي ما قلت أول ما وصل أبوها غادرت على الغرفة الثانية ولبست (جبة) قميص، أما الضيافة فكانت شاهي بالبندق، وقهوة بماء الزهر، ثم قدمت الحلويات، وكانت عبارة عن تورتة زين عليها اسم السلطان والسلطانة، وعبارة (مبروك الخطوبة)، وفي الأخير حضر العصير والغلة (فواكه) والحمد لله الكل فرحان، وختمنا بقراءة الفاتحة.
في اليوم اللي رحنا فيه على دقة الأثرية، والد السلطانة اضطر ياخذ إجازة من الشغل، وما هي من عادته، فقالت السلطانة غريبة! بابا أخذ إجازة اليوم من الخدمة؟ وقال: بيظل معاك، فهذي كانت من الأمور التي جعلتني أرتاح نفسياً، وأشعر باهتمام الأب بابنته وبالموضوع.
وفي طريقنا للحمامات طبعاً أنا لا أعرف الطريق، والسلطانة تقود الرحلة على (الجي بي إس) على خرائط جوجل، طبعاً باللغة الفرنسية، كونها اللغة التي يدرسون بها في التعليم، إضافة إلى اللغة العربية في بعض المراحل، وعاملة نفسها ماجلان، اتجه يمين لا يسار (طول طول..)، وتعرف الحريم شوية على تطبيقاتهم، وشوية على وسائل التواصل، وخربطنا الطريق لأنه لازم نتجه للعاصمة، ومنها يتفرع الطريق، أتوقع هذا الطريق السريع، وإن كان يوجد طرق أخرى، وقد لا تكون طرقاً سريعة مما يعني زيادة المسافة والجهد، بس الحمد لله، وصلنا على الموعد، وكان معهد لدراسة الفندقة والسياحة.
خلص أخوها الأوراق، ورحنا المارينا جلسنا في كوفي، الجو كان جميل، وما كان في زحمة، وكان الوضع هادي جداً، بس ما طولنا، استمتعنا بالبحر.
أما طبرقة كان طريقها حلو، غابات ومرتفعات وشاطئ جميل، ومارينا رحنا عليها في يوم آخر عن طريق جندوبة، وتغدينا فيها سمك، وبعدين رحنا كوفي، واحنا راجعين على الطريق يوجد باعة للعسل والمنتجات الزراعية، ثم مررنا بباجة، وتوقفنا في سوقها واشترينا حلو (مخارق) من الحلويات المشهورة، و(ريجوتا) جبنة مهروسة، نوع من أنواع الجبن، وعلى الطريق واحنا خارجين من باجة أوقفنا شرطي والحمد لله ما أخرنا بعد ما اتأكد من المعلومات والأوراق.
كما سبق وأن ذكرت أن الشرطة حضرت للفندق تسأل عني، وكان اسم المسؤول؟ زوجته صديقة أم السلطانة، ثم إن والدتها أخذت جواز السفر الخاص بي وسجلته في الشرطة كإجراء، وحسب قولهم أول مرة يجي سعودي على المنطقة، المهم تعاملهم كان راقي الحمد لله، وزودني المسؤول برقم جواله، وأخذ رقم جوالي، وقال: إذا احتجت خدمة أو مساعدة اتصل بي على النمرو، ونمرو تعني رقم الهاتف.
وفي طريق العودة ظلم الوقت فتوقفنا في تستور لشراء كسكورتة (سندوتش) فيه بيض مسلوق وتونة وزيتون وهريسة.
وبعد مرور الأيام في تبرسق وجبت العودة لتونس العاصمة، وقد كانت من أجمل اللحظات التي قضيناها معاً، عندما يكون الكل مهتماً بك، أما الكلمات والمفردات التونسية التي تعلمتها خلال هذه الأيام:
عالسلامة ـ مرحبا ـ الصحة لا بأس ـ كيفك لا باس ـ نهارك زين: للترحيب.
هز: خذ.
بنين: طيب.
عيشك: للشكر والثناء.
دبوزة ماء: قارورة ماء.
كعبة: الشيء الواحد أو المفرد.
زوزو: اثنين أو جوز.
قازوز: مشروب غازي.
ستروناد: عصير ليمون.
عظم: بيض.
كيف كيف: زي بعضه.
كرهبا: سيارة.
طول طول: على طول.
برشا: كثير.
توحشتك: وحشتني.
تاي: شاي، ويضاف له البندق للمبالغة في الضيافة (صنوبر).
قهوة كحلة: قهوة سوداء، ويضاف لها ماء الزهر كنكهة.
هاني جاية: في الطريق.
هكا: هكذا.
راهو قتلني هالراجل: للتعجب.
هبلني، هبلت: للاستغراب.
طفلة: بنت.
طفل: ولد.
وتبرسق تعتبر من الأماكن الزراعية التي تكثر فيها الغابات والمزارع، وتقع المعتمدية (المحافظة) بالقرب من منزل السلطانة في شارع المنجي سليم، ولا تبعد عنهم دار البلدية التي تقع في منتصف تبرسق تقريباً، وبالقرب منها يوجد مسجد جامع، وكذلك مقهى وموقف للحافلات والسوق، ويكون السوق يومياً خلال الفترة الصباحية، أما السوق الكبير فيكون كل يوم خميس، ويباع فيه كل شيء، وتكثر به المباسط والباعة والناس والسيارات.
وخلال هذا الوقت لمست البساطة وسهولة الحياة ومعرفة الناس ببعضهم وقوة الترابط الاجتماعي، وقد لمست قول السلطانة عندما قالت لي: وافق أبي، وقال: نتعرف عليه، وتتعرفوا على بعض، فقد كان أغلب وقتي أقضيه في منزلهم من الصباح عندما يحين وقت الإفطار إلى المساء عندما يحين وقت العشاء، ومما لاحظته في يوم من الأيام حضرت إحدى جاراتهم طارقة الباب، فلما سألتها ماذا تريد؟ قالت لي: خبأت أغراض عندنا في الفريجيدير (الثلاجة)، وعندما كنا نجلس في أرض الدار تقول: تكلم بصوت منخفض حتى لا يسمعنا الجيران، وكانت أرض دارهم تطل على تبرسق وطرقها، حيث تقع الدار على ربوة مرتفعة، فكان المنظر جميلاً، وكنا نقضي هناك وقتاً ممتعاً نتناول الشاي والقهوة والحديث، وأذكر كنا نأكل جميعاً في إناء واحد، وهذه العادة انقرضت في مجتمعنا كما انقرضت عادة تبادل المنافع بين الجيران (العيرية).
ثم إن الطعام كان منوعاً:
الملوخية تطبخ لمدة ثلاث ساعات تقريباً، وليست الملوخية الخضراء (المخرطة)، بل يسمونها شايحة، أي ناشفة، يتم طحنها وتطبخ غالباً باللحم، وتترك حتى يميل لونها للسواد.
أما السمك يسمى حوت، وغالباً يكون بأحجام صغيرة، وبعضه شوكه كثير، وإما يكون مشوي أو مقلي.
الدجاج اسكالوب.
الكسكسي بالعصبان، وقد أكرموني به، وأيضاً يقدم الكسكسي بطريقة أخرى، بإضافة الرمان أو التمر، وكنا نجلس جميعاً بعد وجبة العشاء نتابع المسلسل التركي حب للإيجار، وما إن ينتهي المسلسل حتى أسرع منصرفاً للفندق (نزل توقة)، ويكون وقتها تمام العاشرة بتوقيت تونس، حيث يتم إغلاق البوابة، وغالباً ما يكون هو موعد النوم، ويوجد في تبرسق كوفي شوب واحد فقط، وهو ما يمكن أن تذهب إليه النساء، أما باقي المقاهي فهي رجالية، ولكن لا نستطيع أن نذهب إليه لما ذكرت من ترابط المجتمع ومعرفتهم ببعض.
وبعد الذي كان من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وجبت العودة للعاصمة.
وقررت السلطانة وأختها مرافقتي – أصبح الآن الوضع مطمئن بعد الخطبة وموافقة العائلة ـ ومنها يذهبوا للسوق ويزورو صديقة لهم.
المهم ليلتها اتصلت بي.
هي: خلص بكرة إن شاء الله نتقابل عند نبع الماء، مكان انتظار يجمعوا فيه الناس، أو عبارة عن موقف للباص.
أنا: لماذا؟
هي: عشان الجيران حكيهم كثير.
أنا: أي والله بس المهم إحنا مخطوبين بشكل رسمي، وأنا حبيت تكون الخطبة فيها حفلة صغيرة ويحضروا الجيران، بس صارت الظروف.
وقد حصل موقف في أحد الأيام، خرجنا أنا والسلطانة وأمها، ولما عدنا للبيت وأثناء توقيفي للسيارة، استوقفني أحد الجيران قائلاً: من تريد هنا؟ فخرج أبوها من البيت، وقال: هذا ضيفي، فقال الرجل: حسناً، طبعاً هم يقول للحي (حومة)، فغالباً الوجه الغريب معروف، فقالت لي السلطانة: إن شاء الله ما زعجك هذا من الجيران؟ فقلت لها: لا، فقالت: ما في مشكلة هم أصلاً ما يبطلوا يحكو، وأنا ما يهمني أهم شي العيلة.
أنا: خلص إن شاء الله على موعدنا.
هي: من الصباح اتصلت على جوالي وقالت لي: تعال على البيت.
أنا: لماذا؟
هي: هيك، تعال ما في شي مهم.
أنا: طيب إن شاء الله ما في مشكلة.
هي: لا ما في، بس جات على هاليوم، يالله تعال.
وأخذنا الحقائب الخاصة بهم، وتوجهنا إلى العاصمة، المشوار كان لطيف.
وصلنا على الفندق (كارلتون) حرصنا أن يكون الفندق في وسط البلد لقرب السوق منه، وتوفر الخدمات، وكان في شارع الحبيب بورقيبة، وكان في الفندق شرفة تطل على الشارع، وأتممنا الحجز واتجهنا إلى الغرف نرتاح من تعب الطريق، وبعد ذلك ذهبنا للغداء في مطعم شيليز، أنا كنت عازمهم، وبعد الغداء توجهنا لمنطقة سيدي بو سعيد.

وثانى يوم ذهبنا لمنطقة البحيرة، حيث توجد مطاعم وكافيهات، وبعدها كان موعد تسليم السيارة.
ولتوفير مشاوير المواصلات تغدينا في مطعم جنب الفندق، طبعاً السلطانة هي اللي تختار الأماكن، وتسأل إيش طلباتكم، أنا وأختها، طبعاً كل شي عندها، ما في ما في اقتصاد، تقولي: أعرفك بس تطلب حتى لو ما تاكل، عندنا يقولو: (ناكل بعينك)، المهم طلبنا وتعشينا، وفِي الليل عملنا حفلة صغيرة لأنه ثاني يوم مسافر، طبعاً ما رضيت السلطانة نركب تاكسي نروح نتعشى بعيد، ولأنه بكرة العودة.
موقف النسيان والخربطة لما توقعت، راحت الرحلة بس الحمد لله يمكن من الفرحة أنه كل شيء يتحقق والأمور تسهل.
طبعاً كان آخر يوم الأربعاء، والرحلة صباح الخميس على أساس أقطع البوردنج عن طريق النت، فلقيت الرحلة مقفلة وقتها، قلت: راحت الطائرة ونسيت أن اليوم ثلاثاء، المهم ارتفع الضغط، واتصلت على أحد الزملاء في العمل لمعرفة وقت الرحلة، ولكن لم يكن يرد مما زاد الأمر سوءاً، ولكن السلطانة قالت لي: يعني معقول نكون غلط في اليوم، طيب وموعد ترجيع السيارة كمان غلط، وقتها هديت وبدأت أراجع نفسي وأفوق من الصدمة.
وفي يوم السفر صممت أروح المطار بدري قبل الرحلة بثلاث ساعات من الساعة (7) وأنا في المطار من بدري وخلصت الإجراءات.
وهي وأختها ذهبتا للسوق، ثم بعدها عادوا لتبرسق.
المهم وصلت الرحلة في موعدها.
وعدنا لوسائل التواصل نتحدث وننتظر الموافقة مع هاجس كيف نعمل في مسألة التعدد؟
هي تقول: إن شاء الله تنحل.
أنا أقول: يا رب.
وبعد مرور أشهر تقريباً من العلاقة والأحداث التي مرت
ذهبت السلطانة إلى العاصمة تدرس إنجليزي، وتخلص بحث الماجستير، وخلصت الحمد لله اتخرجت.
وذهب أخوها إلى الحمامات يدرس فندقة وسياحة ويتدرب في فندق.
وأختها في السنة الأخيرة من البكالوريا (الثانوية العامة).
وبعد مرور عدة أشهر السلطانة في تبرسق سمعت بوجود شركة تقدم خدمات طبية مساعدات شخصيات.
هي: إيش رأيك أقدم عليها، أقلها نكون قريبين من بعض، وهي تجربة، وإحنا الخدمة عندنا ما هي عيب، الخدمة (العمل).
وبعد إلحاح ومحاولات أقنعتني بالموافقة.
وفِي وقت قصير لازم تسافر، وفعلاً سافرت واستلمت العمل، هذا مع بداية العام 2018م تقريباً شهر شعبان 1439هـ.
المهم السلطانة هذي أول سفرة لها، ولم يسبق لها السفر من قبل.
فاتصلت أمها تقول لي: السلطانة أمانة عندك.
سبحان الله في 2017 العام الماضي كانت ناوية تجي تشوفني، كانت دوماً تقولي: إن شاء الله أهلك يرضوا نزوج، قلبها طيب، وأمها كمان طيبة، تذكرني بأمي الله يحفظهم جميعاً.

وأبوها أول ما رجعت بعد الخطبة اتصل يطمن عليا، وسلم وقال: أنا عمك، عرفت أنه راضي عن الخطبة والزواج الحمد لله. ودوماً يناديني (سي السلطان).
كما أنه وقت الخطبة لم يسم لي مهراً لابنته، ولم يشترط علي شروطاً ولا مقدماً ولا مؤخراً ولا ذهباً ولا قصراً تسكنه.
بس احتمال ترجع السلطانة لتونس في أي لحظة، لأنه الشغل ما هي مرتاحة فيه، وحابة تعمل عمرة، الله يكتب لها الخير، واحتمال كبير تجلس، بس لازم تغير الشغل، لكن التضحية الكبيرة أنا نكون في بلد وحدة، خلت السلطان حائر، ويحتاج إعادة ترتيب الأمور مع الوضع الجديد. وطارت الطيارة . . . ؟!؟1؟!؟







التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
السلطان
08/09/2021 في 11:12 ص[3] رابط التعليق
صباح الخير على الجميع
اتمنى أن تكون القصة نافعة ومفيدة وحققت الهدف المنشود منها التعود على القراءة و رفع
الوعي في تكوين العلاقات عبر وسائل التواصل .. طارت الطيارة .
الموسم القادم الأكثر جدلاً وإثارة وتشويقاً لا تذهبوا بعيداً .
الكاتب جميل
08/09/2021 في 11:15 ص[3] رابط التعليق
صباح جميل كجمال قلوبكم
اشكر صحيفة شاهد الآن الإلكترونية لإتاحة الفرصة لي عبر هذه المساحة لاضع بين يديكم
هذه القصة وأرجو أن ترفع الوعي لدى الشباب والشابات في الحذر من العلاقات عبر
وسائل التواصل .
واشكر كل من تابع القصة كاملة أو جزء منها ومن تواصل معي على الخاص داعماً
ومشجعاً وكل من علق وأضاف فذاك محل الإهتمام والتقدير .
وأخص بالشكر الأستاذ/ محمد برناوي على الدعم والتوجيه ، و الاديبة التونسية/ نورة عبيد
كما اشكر السلطان على تزويدي بمسودة الموسم الأول من القصة وأنتظر منه تزويدي
بالموسم الثاني حسب قوله الأكثر جدلاً …….
كما أنه جاري العمل على إصدار كتاب للذين يعشقون الكتب يضم جميع الاجزاء للموسم
الاول .. دمتم بود
جميل
08/09/2021 في 4:00 م[3] رابط التعليق
رابط الجزء الخامس
شاهد الآن | قصة السلطان ( الخطوبة ـ اللي ماتعرف تغسل الدوارة زواجها بوليد الناس خسارة…)
https://shahdnow.sa/?p=169945
فهد
08/09/2021 في 11:54 م[3] رابط التعليق
جميله تلك المشاعر الراقيه رغم اختلاف الثقافات
وبعد المسافات
سرد جميل وعبارات اجمل
استمتعت هنا كثير
الياس الهوساوي
09/09/2021 في 10:46 ص[3] رابط التعليق
يعطيك العافية قصة درامية مشوقة
زائر
09/09/2021 في 1:38 م[3] رابط التعليق
جميل ذلك المجهود في تدوين هذه القصه وتسلسها … وننتظر من الكاتب المبدع والجميل “جميل” المزيد من الابداعات