من بين الزحام و الاصوات الصاخبة التي تكون كالموسيقى انغام الناي
التي يصعب التحكم بها و لكن صوتها دائماً ما يكون عذب و شجي ، في مسامعه،
رسخت في ذاكرته تلك الفتاة ، ذات العينان الناعسة و التي بات نزار قباني قاصداً هذه العينان
فأصبح يخبر العالم لأي مدى عيناها قد تجعلهُ يذهب و يقول ،
عيناك كنهري أحزانِ
نهرَي موسيقى.
. حملاني
لوراءِ وراءِ الأزمانِ
،كم كان يتمنى ان تُشاع هذه الابيات لها ، و كم كان يتمنى ان تلاحظ انه اول الحاضرين من جمهورها اللطيف
الذي كان يصغي لها بكل حماس ، لان دائماً في هذا الوقت و هذا اليوم بالتحديد ،
كانت كلماتها تروي لاطفال الماره قصص تحمل القيم و الاخلاق ، كأن لم يخالط الشيب شعر رأسه،
و قد كبر على هذه القصص التي روِيت له بقدم سنه ، و لكنه لم يبالي لان دائماً تكون قصة كل يوم مختلفة
لمسامعه و جميلة تحملوا تشويقاً مختلف ، فهو لا يبالي لما يخرجوا من افواهها
بل كل ما يجعله يأتي دائماً الى هذا الطريق عيناها لان دائماً ما تروي له شيئاً مختلفاً
شيئاً يجعله يأتي خصيصاً ليرى ما الذي ترويه عيناها ، لربما سيأتي يوماً مختلفًا
و تلاحظ وجودهُ من العدم و يرى ان عيناها تروي له و ما الذي تحمله هذه العينان.