الوفاء من أبرز سمات نبي الرحمة محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – القائل: ((أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك )) أخرجه ابو داود وسنده صحيح ، وقد شهِد أبو سفيان – وهو لم يكن آمنَ بعدُ – عند هرقلَ ملكِ الروم بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان داعيًا إلى الوفاء وحِفظ العهود، وهذه شهادة من عدوٍّ، والفضلُ ما شهدت به الأعداء ، فعن عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – قال : أخبرني أبو سفيان أن هِرَقل قال له : سألتُك ماذا يأمركم، فزعمتَ أنه أمركم بالصلاة والصِّدق والعَفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة ، قال : وهذه صفة نبي .. ( أخرجه البخاري ومسلم ) ، وروى أبو داود عن أبي رافع قال : بعثَتْني قريش إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُلقي في قلبي الإسلام ، فقلتُ : يا رسول الله : إني والله لا أرجع إليهم أبدًا ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم (( إني لا أخيس بالعهد ، ولا أَحبس البُرد ، ولكن ارجع فإن كان في نفسِك الذي في نفسك الآن فارجع )) ، قال : فذهبتُ ثم أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فأسلمت . ( أخرجه أحمد وسنده صحيح ) ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينهى قادة الجيش عن الغَدر ويوصيهم بالوفاء والأمانة ؛ فعن سليمان بن بُرَيدة قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا بعَث أميرًا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا فقال : (( اغزوا بسم الله ، وفي سبيل الله ، قاتِلوا من كفر، اغزوا ولا تغلُّوا، ولا تغدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا )) أخرجه مسلم . ومن مواقف أيضا ، أن نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – كان وفيًّا مع من نصره لإبلاغ رسالة ربِّه ، منع المُطعِمُ بنُ عديّ المشركين أن يُؤذُوا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قبل الهجرة، فحفِظَ له إحسانه وقال في أُسارى بدر ( لو كان المُطعِم بن عديٍّ حيًّا ثم كلَّمني في هؤلاء النَّتْنى لتركتُهم له ) رواه البخاري . وكان – صلى الله عليه وسلم – وفيًّا مع صحابته، أبو بكر – رضي الله عنه – أفضل الصحابة، نصر النبي – صلى الله عليه وسلم – بماله ونفسه وكان أكثر الصحابة صُحبة فقال : لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت ابابكر خليل ولكن أخي وصاحبي ) متفق عليه .. واعتزَّ الإسلام بإسلام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وأبلى في المشاهد بلاءً حسنًا ، فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ( عمر في الجنة ) رواه احمد ومن مواقفه صلى الله عليه وسلم أنه صلى على قبر جارية سوداء كانت تقمّ المسجد ، وربما ذبح الشاة ثم يُقطِّعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، ويقول : إنها كانت وكانت وكان منها الولد )
قال النووي ( رحمه الله ) وفي هذا كله دليل على الحسن بالعهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والعشيرة في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
emady99@hotmail.com