مشكلة جنوح الأحداث من أهم المشكلات الاجتماعية نظراً لما يترتب عليها من أخطار وآثار سلبية تنعكس على الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، فهي كانت وماتزال وستبقى موضوعاي خصباي للباحثين باعتبارها مشكلة طالما عانت منها مختلف دول العالم باختلاف مستوياتهم وذلك لما تنطوي عليه من مضاعفات تساهم في تأخير تقدم المجتمع وتطوره فمشكلة جنوح الأحداث تنوعت وتعددت بتعدد العوامل المسببة لها واختلاف وجهات نظرالباحثين والمختصين فيها والتي حاولت تقديم معطيات تشكل حافزا لمعالجة هذه الظاهرة أوعلى الأقل التخفيف من حدتها، ينطوي الإستخدام الشائع لمفهوم الجنوح على تسمية غامضة وغير محددة تشير إلى معاني مختلفة عند مختلف الناس، فقد يشير هذا المفهوم عند البعض على هؤلاء الصبية ممن يتخذون مظاهر غير مألوفة أو شاذة في المظهر أو الملبس أوعلى وصف طائفة واسعة من الأفعال الشاذة مثل إساءة المسلك في الطريق العام والأماكن العامة بينما قد يعني هذا المفهوم عند آخرين تلك الفئة من المراهقين الذين يأتون بأفعال منحرفة من السرقة أو السطو أو التخريب أو الإعتداء أو القتل ، أما التعريف المتداول للحدث الجانح حسب القانون فهو “الحدث في فترة بين سن التمييز و سن الرشد الجنائي الذي يثبت أمام السلطة القضائية أو سلطة أخرى مختصة، أنه قد ارتكب إحدى الجرائم أو تواجد في إحدى حالات الخطر التي حددها القانون”.وأرى أن هذا هوالتعريف الأدق لوصف الحدث الجانح و، وهناك فرق بين الجنوح والانحراف ، نجد أن الانحراف أوسع و اشمل من مفهوم الجنوح ، فالجنوح هو السلوك الذي يقع تحت طائلة القانون لأن فيه اعتداء عليه وهوالسلوك الذي إذا ارتكبه الكبار البالغون يعاقبون عليه أي أنه سلوك مجرم. أما الانحراف فإنه يشمل بالإضافة إلى الجنوح أنماط سلوكية أخرى ربما غير مجرمة لكنها تؤثر على الطفل وتهيئه لأن يصبح جانحا فيما بعد ، كما نرى أن الانحراف ينقلب على صاحبه باللوم و الازدراء من الغير دون أن يتطور اللوم إلى العقاب الجزائي ولقد اهتم العلماء بدراسة و تفسير السلوك الإجرامي لدى الفرد كل حسب تخصصه بالتالي نجد أنفسنا أمام العديد من النظريات المختلفة الاتجاهات، والتي حاولت تقديم تفسير لظاهرة جنوح الأحداث منطلقها شخص الحدث الجانح، و يحاول تفسيرسلوكه الجانح انطلاقاي من عوامل داخلية ذاتية وعضوية كامنة في الفرد، وذلك بوجود خلل عضوي أو نفسي يدفع الحدث إلى ارتكاب الجريمة وعوامل خارجية تعود بالأساس الى محيطه وبيئته، ويكمن الدور الأساسي لهيئة التحقيق هو البحث عن الحقيقة في القضايا الجنائية والتحقق من الأدلة وتقديم الجانح إلى السلطة القضائية لمعاقبته على الفعل الإجرامي الذي قام به ولكن هذا الدور يختلف في معناه العام مع فئة الأحداث والهدف المنشود من هذه الفئة هو إصلاحه وتعديل سلوكه وإعادة تأهيلهم وتربيتهم ويكون ذلك من خلال عدة مجالات.