قبلة الحياة ويطلق عليها “kiss of Life” وهي كلمة تدل على مفهوم طبي يسمي بالإنعاش الفموي وهي من أساسيات الإسعافات الأولية التي ينبغي لكل شخص الإلمام بها ومعرفة كيفية إجرائها لتفادي المواقف الحرجة التي قد يتعرض لها فقبلة الحياة تعتبر الخيط الرفيع بين الحياة والموت حيث لابد أن تتم في وقت معين وإلا يكون قد فات الأوان.
قد يستغرب البعض ما هو الرابط بين قبلة الحياة وبين مقال هذا الأسبوع؟ ليس منا من لم يتعرض في حياته لنقطة فاصلة بين الحياة و الموت فكم من أشخاص حولنا هم احياء أموات فقدو متعت الحياة والمستقبل والأمل والتفاؤل حتى أصبحت حياتهم وموتهم سواء لا فارق بينهما، يعيشون لحظة من الانكسار فقدو معها السيطرة على أنفسهم وعلى معرفة مواطن القوة والضعف لديهم وأهدافهم ومواطن راحتهم وسعادتهم وشقاءهم وفي كل ذلك الشقاء والفقد قد يوفق البعض منا أن يرزقه الله عز وجل بشخص يظهر في حياته يكون بمثابة قبلة الحياة التي أعادته إلى الحياة بعد الموت، يعرف معنى كلامي جيدا من مرت به أزمة في حياته سكنت في قلبه حزنا وفي صدره ضيقا وفي نفسه انكسارا وفي عقله هما وقلقا وتفكيرا وفي شخصيته إحباطا، المفاجأة أن ذلك الشخص يظهر في حياتك دون أي مقدمات أو حسابات أو ترتيبات يبهرنا بتأثيره في حياتنا وفاق ظهوره كل التوقعات يغير كثير من المجريات فقد ظهروا في وقت نحن في أمس الحاجة لمن يقف معنا ولا يتخلى عنا فيعيدك إلى الحياة بعد الموت، هنا أستشهد بقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ” دخلت امرأة من الأنصار على عائشة في حادثة الإفك وبكَتْ معها كثيراً دون أن تنطق كلمة قالت عائشة : لا أنساها لها”، وحادثة أخري “عندما تاب الله على كعب بن مالك بعدما تخلّف عن تبوك دخل المسجد مستبشراً فقام إليه طلحة يهرول واحتضنه قال : لا أنساها لطلحة” ، فما أجمل مواقف الجبر في لحظات الانكسار فهي لا تنسى، وهذا ما أوصت به شريعتنا الإسلامية قال ابن القيم: “إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة ربما تكون نائماً فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك من فقير أعنته أو حزين أسعدته أو عابر ابتسمت له أو مكروب نفّست عنه فلا تستهن بفعل الخير أبداً”، أن ظهور مثل هؤلاء الأشخاص في حياتنا وفي لحظة ضعفنا ما هم إلا أشبه بطاقة الكامنة تكون سبب في جمع شتاتنا وتناغم أفكارنا وتجديد النبض بقلوبنا مما يجعل الحياة تدب بنا وتسري في عروقنا فهم فعلاً رزق ونعمه من نعم الله فقد رزقك الله بوجود ذلك الشخص في حياتك في لحظة ضعفك ما هي إلا قبلة الحياة التي عادتك إلى حياتك بفضل ونعمه من الله عليك، هنا يجب علينا أن نستشعر نعم الله عزوجل فالموفق من استحضر دائما نعم الله التي تغمره آناء الليل وأطراف النهار واعترف بها واستعظمها وشكر الله عليها.
بقلم | بندر عبد الرزاق مال
باحث دكتوراة بجامعة (مالايا) ماليزيا
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
زائر
08/06/2022 في 6:30 م[3] رابط التعليق
رووووعه المقاله سلمت يمينك