ننتظر وكما جرت العادة في مثل هذا الأيام من كل عام تواجد وزارة الرياضة ممثلة بوكالة الوزارة لشؤون الشباب أن تتجه بأعمالها نحو مشعر منى جنبا إلى جنب مع باقي وزارة ومصالح الدولة، استعداد للمشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام القادمين إلى أداء مناسك الحج، وهذه العادة انطلقت منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، عندما انطلقت معسكرات الخدمة في العام 1396ه (1976م) بمعسكر شبابي لخدمة ضيوف الرحمن في مشعر منى، ثم في العام الذي يليه 1397ه (1977م) أقيم معسكرا بمسمى “المخيم الكشفي لخدمة الحجيج بمكة المكرمة” في فترة رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكلف الراحل الأستاذ محمد بن نمشان – عليه رحمة الله – مديرا للمخيم، والذي حظي بمتابعة من لدن مدير النشاط الاجتماعي والمعسكرات بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ائنذاك الأستاذ منصور بن عبد العزيز الخضيري، وحظي هذا المركز منذ سنواته الطويلة باهتمام 6 رؤساء للوزارة منذ أن كانت “هيئة عامة” بدا من الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، ثم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، ثم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، ثم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود ، إلى الوزير الحالي صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود. مرورا بمعالي المستشار تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ “رئيس الهيئة العامة للترفيه حاليا”
البداية على يد القائد صالح عبدالفتاح ورفقاه
وقاد بدايات الخدمة مجموعة من الإخوة الوافدين وعلي رأسهم المصري الراحل الأستاذ صالح عبد الفتاح والذي كان من أوائل من قادوا مخيمات الخدمة لوزارة الرياضة، وتولى أول قادة الوزارة الأستاذ صالح أمام برناوي إدخال عمليات المسح في أعمال تلك المخيمات، انطلقوا بالخدمة من الخيام التقليدية ذات المكيفات الصحراوية والتي يتولى نصبها وتقويضها الشباب أنفسهم
من الاستنسل إلى الارشاد التقني حقبة من الزمن
وخلال 46 عاما مضت حَوْلَ شَبَابِ وزارة اَلرِّيَاضَة أعمالهم في هذا المركز العتيد خدمة ضيوف بيت الله الحرام من عمل بدائي إلى عمل تقني عالمي كبير، وبدا مجموعة من شبابها“ الكشافة ”في ذلك الوقت في معسكر لا يتجاوز عددهم ثلاثين مشاركا يتم اختيارهم من صفوة الشباب من أنشطتهم طوال العام، فمن طباعة يدوية بنظام“ الاستنسل ”ومعسكر يحتوي على بضع خيام تقليدية تحولوا إلى قلعه عمل تطوعي يشهد له القاسي والداني وسجلت أعمالهم تتطور ملحوظ خلال حقبه من الزمن، فبالأمس ومن غرة شهر الفضيل “ذي الحجة” أنطلق أعمال المركز في العام 47 بعد العودة في غيبة إجبارية لمدة عامين بداعي جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم أجمع ومنعت ملايين المسلمين من أداء نسكهم المهم “الحج”
وبدا الشباب بهمة كبيرة أعمال المسح الذي سيعتمد عليه في إصدار دليلهم الإرشاد لموسم حج هذا العام 2020، وعملهم الآن تقني بالكامل حتى الأعمال الإدارية داخل تلك القلعة التي تديرها الإدارة العامة للنشاطات الشبابية ممثلة بقسم النشاط الكشفي