في تلك الأماكن التي تضج بالكثير من الناس بمختلف الأعراق بينما كنت اتأملهم بهدوء شاهدت الكثير من الفوارق لهم بل رأيت عن كثب المعتقدات التافه التي وضعوها لمقاييسهم في التعامل هناك من تم التعامل مع طلباته بسرعة فائقة ومعاملة جيدة جدا والبعض الاخر خلاف ذلك بتهاون واهتمام اقل كذلك الابتسامة لفئة وأخرى يتم التعامل معهم بعقد الحواجب وبينما أحاول تفسير كل هذا حدث أمامي موقف وكأنه يطلب مني البحث بشكل أعمق في هذا الموضوع بينما تنتظر تلك المسنه أتت تلك الفتاة التي لا تعلم بانتظارها استقبلها موظف خفيف العقل ليجعلها تتقدم فسرعان ما جعلني ذلك أن أتخذ دفاع قوي اتجاه الموظف واستبعدت الفتاة لأجهلها الموقف بينما السفيه يتحدث ويلقي الكلمات تفوه بكلمة جعلتني اعتذر لنفسي
واكملت بعدما قال: “مالك دخل تراك مره”!
برد سريع “مره نيابة عن ألف رجل مع ذكر مثلك”
فسرعان ما بدأت تقول الفتاة لا بأس يمكنها الدخول يكفي شجار التفت لكبيرة السن وأخذت بيدها لا ادخلها قال: لا تدخلين بشغل مو شغلك!
أكملت مع الجدة بينما استشعر نعومة يديها واستمع لدعواتها التي جعلتني استعيد بعض ذكرياتي مع جدتي المتوفاة اجتمع بقلبي لحظة من أعظم ما شعرت به في ذلك الممر وبذكرى حبيبة قلبي المتوفاة عدت للفتاة وأمام ناظريه شكرتها على تفهمها ومضيت بطريقي بينما هو يتمتم بكلمات تظهر التعفن الداخلي التفت وقلت: أن لم تكن تريد أن تغادر مقعدك فأعتن بالجميع بالمساواة وألا ستودع مقعدك أيها الاحمق ورددت ” الأحمق يريد أنْ ينفع فيضر”
لكنني عندما عدت للمنزل لا يزال الموقف يدور في ذهني هذا اليوم كنت مع تلك المسنة هناك أخرون مثلها تماما وهنا بدأت أفكر عن تلك الاختلافات؟
ما الذي يجعلهم هكذا لا فرق بين الناس وديننا دين الاخلاق والسلام دين المعاملة الحسنة وايقنت أن هناك من يفسد الدين بتصرفاته وهذا أحدهم وهنا تساقطت علي الأسئلة كالشهب لما التمييز هذا؟ وهذا جعلني استعيد ذكرياتي مع أحد الجامعات عندما اردت الدراسة فيها كنت احمل النسبة التي تمكنني من دخولها بسهولة وبالمصادفة كانت هناك من تجلس امامي سألتني عن نسبتي وكذلك اعدت السؤال عليها فصدمت من النسبة فأجابتها لن تتمكني من الدخول لأنهم حددوا الانتساب للجامعة بمعدل معين ابتسمت وقالت: “عندك فيتامين (و) امورك تمام”
فخرجت أنا الشخص المرفوض وهي الشخص المقبول لا أزال أتذكر هذا الموقف على الرغم مضي عليه 7سنوات ألا أنني لا أزال أرى أن الامر غير منصف وتكرر في لحظات عديدة في حياتي وشاهدت كيف الأمور تسير ومن تلك اللحظة عاهدت نفسي بالالتزام لأخر يوم في حياتي أن أقوم بتجربة الأمور وحسب والانتقال لتالي وهناك مقولة تصف كلامي تقول: (لو علموا ما في قيمة المهارات لأحرقوا كل الشهادات) وسأنتقل لكم أيضا إلى مجتمعي عندما يكونون في أحد المناسبات الكبيرة تجد أن هناك فوارق في التعامل والضيافة لذلك أحب التعامل مع الجميع بالتساوي لا أحب الاهتمام الذي يصاحبه مصلحه ولا اميل للمجاملات وهذا ما جعلني ابتعد لسنوات عن تلك المجالس لما ارى فيها من النفاق وعدم الارتياح أميل للبساطة والاحترام المتبادل والقاء بنساء ناضجات يميلون للأنس والسعادة ومشاركة الرقص معا وتبادل أحاديث عميقة عن مجالات الحياة المختلفة أشعر بالمعنى معهم بعيدا تماما عن النسب والفخر الفارغ يجب أن اتوقف هنا لأنني أن أكملت سأحتاج لمجلد لوصف هذا الموضوع الذي جعلني التفت للكثير من الأمور والتي جعلتني أؤمن بأن هناك الكثير من الحمقاء الذين سيضرون بالكثيرين لذلك ارغب وبشدة أن يتم تعيين في الأماكن العامة والمهمة اشخاص مثقفين وواعين ويحملون المعاني الاعمق بداخل قلوبهم أشخاص يعرفون أن لا فرق بين الأبيض والأسود والمسن والصغير اشخاص يحملون الرقي والإنسانية لتنتشر رسالة ديني الأخلاقية
أنت هناك قد يجرحك كلام أحد السفهاء، لكن تذكّر أنّ الصواعق لا تضرب إلا القمم.
سيكون لهذا الحديث تكملة في مساحة خاصة بشكل أعمق قريبا سنلتقي أيها الرفاق.
لن اجعل ما عانيت منه في التقديم أن يعانوا منه من تقدم للعمل معي وسيتوهج الاسم ويلمع عاليا “دلال”
333