يقول صاحبي: نحن الرِّجال أذكى في عمليَّة التسوُّق من النِّساء! فنحن لا نشتري إلا الضروريَّات، وإذا تسوَّقنا نأخذ ما نريد في دقائق وننصرف!
ضحكت لوصفه هذا ثم سألته: مَن الذي يمنح زوجته الوقت والمال لتتسوَّق؟ إنها بذكائها تستطيع تحصيل ما تريد، وأن بعقلك تندفع طواعية مختارًا لذلك! فما أنت بعقلك هذا إلا وسيلة لها لتشتري وتتسوَّق فمن الأذكى إذن؟!
إن من الزَّوجات من تُتقن إجابة (كَيف) فهي تعرف بداية كيف تصل لقلب زوجها، وكيف تطلب ما تريد، وكيف تتصرف في حال غضِب زوجُها.. فتعيش حياتها في هناء وسعادة، في حين أن بعض الأخريات قد تكون أكثر وفاءً وتضحية وحُبًا، لكنها لا تتقن مع شريكها فَنَّ الكيف، بل تراها أحيانًا تعتمد على صدق نيَّتها، وحُسن مقصدها، على قاعدة: نيَّة المرء خيرٌ من عمله!
كثير من الأزمات الزوجيَّة والشُّحنات العاطفيَّة السلبيَّة تكون نتيجة لرغبة صحيحة وحقوق مشروعة قُدِّمت بصورة خاطئة، وطُلبت في توقيت غير مناسب، وكثيرًا ما ينسى الزَّوجان ما حدث بالفعل، لكنَّ الظروف التي تخلَّلت الفعل حاضرة بمشاعرها، ومحفورة في الأذهان!
وهنا أهمس لكلا الشريكين: تصارحا بكل شيء واطلبا كل ما تريدان؛ لكن بشرط أن يكون ذلك في توقيت صحيح، وبكيفيَّة صحيحة.
تقول إحداهُنَّ: زوجي لم يعد يهتم بمظهره وعِطره، وكلما صارحته: “ليش ما تلبس كذا.. وليش ما تتعطر وأنت عندك كلّ هذه العطور؟؟” أراه لا يتجاوب، أو يفعل ذلك بتكلف وتثاقل!! قلت لها: جربي أن تبادريه كلمة طيبة وتكونين أنتِ مَن يُعطّره، ومَن يبادر بإعداد ملابسه وتقديمها بطريقة تحمل الحب قبل النَّقد والأمر!.. لقد كان ذلك الزوج أسرع ما يكون إلى التَّطبيق بكل حُبّ، بل إنه مع الأيام أصبح يطلب منها ذلك! نعم.. إنهم الرِّجال.. قريبون حين يتعاملون مع (الأنثى)، وأجلاف حين يتعاملون مع المرأة القاسية النَّاقدة!
أقول لكِ:
تحدثي بكل ما في نفسك أولًا بأول، وطالبي بما تشعرين أنه حقٌّ لك بما في ذلك حقوقك العاطفيَّة، ولستُ مع تلك الأقوال التي تزعم أن العاطفة لا تُطلب، وأن الحُب لابد أن يكون ذاتيًا! فقد يكون الزوج تحت تأثير ضغوطات معينة جعلته غير قادر على الفصل بين ذاته الرجوليَّة التي يتعامل بها خارج بيته، وذاته الممزوجة بالحب والعاطفة تجاه زوجته وبيته، ولست هنا أدافع عن جنس الرجال كلهم، فهناك من الرجال من قسا قلبه فلا يكاد يفتر عن ابتسامة لزوجته، أو تتحرك شفتاه بكلمة حُب لشريكته، وهم قلَّة يصدق عليهم قول عفاف عبد الله:
لا تطلب الحبَّ ممن ليسَ يعرفُه … أو تسأل الشَّوق قلبًا قُدّ من حَجَرِ
لا يُرتجى المــاءُ من بئــرٍ مُعطَّـلــــةٍ … أو يُجتنى ثمرٌ من عَــــاقـِــرِ الشَّــــجرِ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤلِّف، وباحث لغوي واجتماعي
masayed31@