تابعنا جميعا خلال الفترة الماضية ما تعرضت له مهسا أميني صاحبة الـ 22 عامًا بعد تعرضها لتعذيب وحشي من جانب رجال شرطة الأخلاق الإيرانية بإدعاء بأنها لم تلتزم بالحجاب، ومنذ ذلك الحين ضربت الأراضي الإيرانية احتجاجات واسعة تمثلت في تنظيم مظاهرات حاشدة وللأسف كان رد القيادات أن تلك المظاهرات جاءت من باب التحريض الغربي ضد إيران وليس دفاعًا عن الفتاة التي فقدت حياتها بسبب « جبابرة الشرطة ».
واقعة الشابة « أميني » دفعت الجميع إلى البحث عن حياة المرأة الإيرانية هل هي مٌقيدة بقوانين وعقوبات غير عادلة أما أنها بخلاف ذلك، وكيف كانت حياة الإيرانية قبيل ما يطلق عليها بـ « الثورة الإسلامية» ولمن يقرأ التاريخ الإيراني سيجد أنه قبيل عام 1979 كانت المرأة تتمتع بقدر كبير من الحرية سواء في المظهر وكذلك حرية الاختيار والتعليم، فكانت السيدات يرتدين التنانير ويسرن بكل أمان بالشوارع، حتى أنه في عهد رضا شاه بهلوي تم إلغاء الحجاب والسماح للسيدات بعدم الظهور به في الأماكن العامة.والغريب في الأمر أنه حينما ثارت إيران لاستقبال الثورة الجديدة كانت السيدات في مقدمة الثائرين ظنًا منهم إن القادم أفضل، إلا أنه تم حدوث العكس فتم إنشاء مدارس خاصة بالفتيات ومجلات خاصة بالمرأة، وصولًا إلى الإجبار على ارتداء الحجاب والظهور به بالمناطق العامة.والآن أصبحت المرأة الإيرانية في مهب الرياح تقاوم من أجل الحصول على أدنى مستوى للحريات، وإن لم تلتزم بما تفرضه عليهن السلطات فإنهم سوف يكون مصيرهن الموت، ومن يقرأ سجلات تاريخ المرأة الإيرانية سيجد عدد كبير من خلال التعذيب بداخل السجون.أعتقد أن الوضع حاليًا بإيران على صفيح ساخن، وهنا أصبح لدي سؤالًا لن تُجيب عنه سوى الأيام، وهو هل ستصنع المرأة الإيرانية ثورة جديدة ؟!.