كل إنسان يحمل في داخله طاقة قد تكون إيجابيّة وقد تكون سلبية وقد تكون مزيج بين الأثنين ويعتمد ذلك على المواقف التي تمر علينا ويظهر ذلك على بشكل واضح على مخرجاتنا فالطاقة الايجابية تحمل معها الحب والعطاء والتفاؤل والأمل، أما الطاقة السلبية تزرع في قلب صاحبها البغضاء والكراهية والسلبية والتشاؤم والقلق، ونتائجها تكون على الفرد ومن حوله والمجتمع، يملك الانسان حق الاختيار بين أن يكتسب الطاقة الإيجابية أو السلبية ويعتمد ذلك على مكتسباته وظروفه المحيطة وكيفية التعايش معها، وقد حثنا ديننا الحنيف على الطاقة الإيجابية عن طريق غرس المفاهيم والصفاتٍ السليمة التي من شأنها أن تعلي الهمه وتغير نظرتنا من التشاؤم والسلبية إلى الإيجابية والثقة والتفاؤل ومن أهم تلك المفاهيم حسن الظن بالله، وحسن الظن بالله تعالى أن يغلب على تفكير المسلم وظنّه بأنّ الله تعالى سيرحمه مع رجائه بنيل تلك الرحمة مع الأخذ بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه وقدره والصبر على البلاء والرضا بالقضاء، ويعود ذلك إلى إن فطرة الإنسان في الأصل فرضت عليه أن يكون إيجابياً لإنّ الإيجابية هي الحالة الطبيعية للإنسان، وعلى الرغم من ذلك نجد أن المحطين بنا لهم دور كبير وأساسي في نقل هذه الطاقة الإيجابية من خلال زرع الإحساس بالأمان وتأمين الاحتياجات الجسدية والفكرية والعاطفية لنا مما يساعدنا على الحياة بشكل طبيعي ونفسية سليمة إيجابية، أن الحياة بطبيعتها قاسية ونعاني فيها من الضغوط والمشاكل المختلفة مما يتسبب في خلق دائرة كبيرة من الحزن والتعب النفسي والجسدي لكن في الحقيقة علينا أن نقاوم ونستمر في الحياة ونحافظ على الطاقة الإيجابية ونبحث عنها، أن إيجاد طريقة لتخفيف من الاحساس بالشعور بالاستياء عندما مواجهة الصعوبات والتحديات في الحياة تكون بمحاولة تبسيط تلك التحديات قدر المُستطاع من أجل خلق بيئة آمنة ومستقرة للعيش من أهم مقومات الحفاظ على طاقتك الإيجابية، مما يساهم في خلق الأفكار الإيجابية والتخلي عن الأفكار السلبية، وتختلف وسائل شحن الطاقة الإيجابية من شخص إلى آخر حيث أن البعض يفضل قراءة الكتب أو الغوص أو الاستمتاع بالطبيعة أو ممارسة هوايات مختلفة أو تجربة شيء جديد فتصفية الذهن والمُحافظة على الذاكرة وتقليل الجهد والإرهاق من أهم مقومات شحن الطاقة الإيجابية وتخلص من الطاقة السلبية والبعد عن الروتين اليومي فهو من أهم مسببات الطاقة السلبية والدخول في دائرة الملل والضجر والكسل والخمول التي تؤثر على حياتنا، ومن أجل ذلك حاول تجربة فكرة الانعزال بعالمك الخاص عزله تربطك بطموحك تخلص من كل مسببات السلبية التي تحيط بك وتقرب إلى الله بالفروض والنوافل ثم بتجربة أشياء وهويات جديدة ذات طابع مثير ومميز وتبني مبدأ فعل الخير والعطاء، وثق دائماً أن التغير يكون من داخلك مؤمن بالقول الذي يقول أنك لن تتغير للأفضل ما لم تبدأ بتغيير فكرتك السلبية عن نفسك.
بندر عبد الرزاق مال
مستشار وباحث قانوني
عضوية المجمع الملكي البريطاني للمحكمين
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com