عبارة تكرر دائماً على مسامعنا وهو مثل شعبي يُضرب للتأكد على ضرورة التحكم المالي في بياض القرش وقت الرخاء عند سواد أيام الحاجة
ما علاقة هذا المثل بتخصيص التكلفة في منظماتنا غير الربحية؟
يجب أن يفهم مديرو المنظمات غير الربحية سلوك تخصيص التكاليف وإلا فإنهم يخاطرون بفقدان الرقابة على أداء منشآتهم.
تواجه كل إدارة تنفيذية بعض الصعوبات المتعلّقة بكيفيّة التخطيط الأمثل للجوانب الماليّة لتحسين فرص المشاريع الجديدة في الاستمرار والتوسّع على المدى البعيد.
يساعد الإلمام بالمفاهيم الماليّة الأساسيّة في التخطيط بشكل أفضل وتقليل مخاطر إنشاء مشروع، وهو ما تهدف هذه المقالة إلى المساهمة فيه من خلال توضيح مفهوم تخصيص التكلفة في المنظمات غير الربحية تقدّم المقالة شرحاً مبسّطاً للمفهوم
كيف تدير تكاليفك من خلال التخصيص؟
يمكننا من خلال تخصيص التكلفة للأمور المالية من تقسيم المصروفات إلى فئات مصنفة وهو أول ما عليك فعله إن أردت أن تعرف مصروفاتك بطريقة محكمة أكثر، لكي تتخذ قرار تقليص نفقات أحد البنود أو زيادة الإنفاق في أمر له عائد مادي أكبر وينعكس على الأرباح. فإلى جانب تقييد التكاليف كلها بشكل دقيق ومقارنتها بالإيرادات لاحتساب الأرباح الصافية، تستطيع بسهولة أن تعرّف مصروفات قسم محدد في المنظمة أو مصروفات مشروع بعينه أو مصروفاتك خلال الأسبوع الماضي أو الشهر الماضي، تستطيع أن تعرف المصروفات التشغيلية وتفصلها عن تلك غير التشغيلية، بل ويصدّر لك سلوك التخصيص لحظيًا تقارير وافية عن أي فئة من فئات المصروفات.
فهيا نبحر معاً في تعريف عمق مفهوم تخصيص التكاليف ..
يعتبر نظام محاسبة التكاليف نظاما فرعيا للمعلومات ضمن عناصر أو أجزاء لنظام المعلومات المحاسبي على مستوى المنظمة.
ويتكون نظام محاسبة التكاليف كغيره من النظم من مجموعة من الأجزاء أو العناصر لنظم فرعية تعمل معاً وفق إجراءات وقواعد محددة بغية تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة أيضا.
وعلى ذلك يمكن القول أن نظام محاسبة التكاليف يسعى لتوفير البيانات والمعلومات اللازمة لإدارة المنظمة من خلال تحقيق الأهداف التالية:-
تحديد تكلفة النشاط:
بقدر ما يتم تحديد تكلفة النشاط بدقة بقدر ما تتحقق سلامة نتيجة الأعمال وقائمة المركز المالي.
توفير البيانات والمعلومات اللازمة للتخطيط:
يعتبر التخطيط من أهم وظائف الإدارة الحديثة ذلك لأن التخطيط يمثل الأداة الفعّالة للربط بين أهداف المنظمة والإمكانيات المتاحة لها.
توفير البيانات والمعلومات اللازمة للرقابة:
يعتبر من أهداف الرقابة على التكاليف وعلى الأداء بصفة عامة من أهم الأهداف التي يسعى نظام تخصيص التكاليف إلى تحقيقها بل لا يعتبر مبالغة إذا قلنا: إن هذا الهدف أصبح في مقدمة أهداف نظام تخصيص التكاليف.
في نهاية المقال للأسف عندما تمر المنظمات بأوقات عصيبة تنخفض فيها الإيرادات قد تجد أنها غير قادرة على تخفيض تكاليفها بسرعة مما يؤدي لا قدّر الله إلى إفلاسها.
فالأيام العصيبة تأتي فجأة دون سابق إنذار، فنحتاج إلى الحِكمة في إدارة شؤوننا المالية، نحتاج إلى تعلَّم كيفية الصرف التي تتناسب مع دخلنا.
ولا بأس إذا اضطررنا في بعض الحالات إلى أخذ دورات تدريبية في ذلك.
فالاستهلاك بلا ضوابط مصيبة قد تؤدي بصاحبها إلى الغرق في الديون والقروض، وقد تكون نهايته وخيمة.
(إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه، فسيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه).
اللهمّ بلّغت فاللهمّ أشهد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*دبلوم إدارة المنظمات غير الربحية -جامعة المجمعة
