الجمعة, 2 رمضان 1444 هجريا.
العشاء
07:03 م
شاهد الآن
الجمعة, 2 رمضان 1444 هجريا, 24 مارس 2023 ميلاديا.
المشاهدات : 362
التعليقات: 0

يوم التأسيس _ سيرة شامخة ومسيرة مشهودة

يوم التأسيس _ سيرة شامخة ومسيرة مشهودة
https://shahdnow.sa/?p=209180
صحيفة شاهد الآن الإلكترونية
#يوم_التأسيس

بقلم : علي بن بخيت بن فاران المري

رئيس مركز مريطبة

يوم التأسيس عندنا من الأيام الخالدات في سيرة ومسيرة المملكة العربية السعودية، وكأنه من عناه الشاعر أبو تمام حيث يقول:
يامَنْ بهِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ
ومـنْ بهِ يبـتهجُ الشعرُ
لِمَ لا وهو ليس يوماً كسائر الأيام وإنما أيام خالدات متصلة، وقرون فيها من البطولات والتضحيات ما خلّده التاريخ وسارت به الركبان، و فيه من الملاحم ما يعجز القلم عن وصفه، وتتضاءل الكلمات في حضرته، فأنعِم به وأكرِم.
*إن الاحتفاء بيوم التأسيس والاحتفال به إنما هو احتفاء بفضل الله علينا وعلى المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، نعم حُق لنا أنا نحتفل ونفخر بذلك، ليس تباهياً فقط وإنما هو إشراق بعالمية الإسلام وبالرسالة الخاتمة ونبينا صلى الله عليه وسلم الذي أضاء بنوره بلادنا التي أصبحت قبلة للناس ولا عجب فهو رحمة للعالمين كافة وإليها تهفو الأنفس وتتوق، ولذلك فالاحتفاء يأتي في مقام الحمد والشكر (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
*إن قيام المملكة العربية السعودية ما كان ليتم لولا تضحيات جِسام، وجهود مباركة، بذلها آباء صدق بسخاء، ووصلوا الليل بالنهار وقدموا كل غالٍ ونفيس، وجادوا بأنفسهم _والجود بالنفس أقصى غاية الجود _، فبدأت تضحيات الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون في عام 1727م بتأسيس الدولة الأولى على هدي الإسلام ومنهج الشريعة السمحاء امتداد لما جاء به إبراهيم الخليل عليه السلام، ثم اقتفى أثره الإمام تركي بن عبدالله في عام 1824م، ثم جاء التجديد الثالث على يد عبد العزيز بن عبد الرحمن صقر الجزيرة عام 1902م، وإننا إذ نحتفل بيوم التأسيس حري بنا الاحتفاء بهذه السيرة العطرة ولسان حالنا (هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم)، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
*وتمضي مسيرة العز والفخار، يقودها أخيار، وأمانة احتملها بحقها أطهار، يسلمها إمام لإمام ويرفع رايتها ملك ويسلمها لملك، من لدن سيدي الملك عبد العزيز _رحمه الله تعالى _ الذي وضع لبنات الدولة الحديثة، وتوالى بعده من يضيف لها من الأمجاد والسؤدد، حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذان في عهدهما الميمون أصبحت مملكتنا الحبيبة رقماً دولياً يُشار إليه بالبنان في كل المناحي والمجالات، وإن ثمة احتفاء في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين فإنه يكفينا الاحتفاء برؤية 2030 التي وضعتنا في مصاف دول العالم الأول فأصبحنا بفضل الله وحُسن إدارتهم من مؤسسي مجموعة العشرين، والحديث عن النقلات الكبيرة النوعية والكمية التي أحدثوها يحتاج لمجلدات، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وقد حُق لهما أن ينشدا وننشد من خلفهما ما قاله الشاعر العربي عمرو بن كلثوم:
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
* إن الاحتفال بيوم التأسيس يقتضي علينا أن نتوقف عند جملة من المحطات المهمة في حياتنا، وأول ما يستوجب علينا تجديد العهد لقيادتنا الرشيدة والسمع والطاعة في المنشط والمكره، والدعاء لسيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالتوفيق والنجاح، وأن يحفظ الله بهما هذه البلاد ويزيدها عزاً فوق عزها، ونصراً فوق نصرها، ومجداً فوق مجدها، فهما قادتنا وولاة أمرنا، وقدموا لنا كل ما نرجوه وزيادة وجعلوا من مملكتنا الحبيبة دولة تلامس الثريا، وإن ثمة رسالة فإلى الشباب السعودي، أن يجعل طموح الرؤية نصب عينيه، ويعمل جاهداً لتحقيقها كل في مجال عمله وتخصصه، وذلك لن يتأتى إلا بالعزيمة والاجتهاد والثبات _مثل جبل طويق_ على طريق الأجداد، ثم السمع والطاعة.
*وختاماً… نسأل الله تعالى أن يبارك في سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين _حفظهما الله_ وأن يسدد خُطاهما، ويوفقهما لما يحب ويرضى، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان التي يفقدها الكثيرون في هذا العالم المضطرب، وأن تظل بلادنا الحبيبة (مملكة الإنسانية) نموذجاً مشرّفاً ومشرقاً.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com