في الوقت الذي كانت سباقات الخيل السعودية تحتفل بنجاح الدورة الرابعة من سباقات كأس السعودية العالمي – البطولة الاغلى في العالم – فبراير 2023، والتي تتربع على قمة أفضل وأقوى 50 بطولة عالمية لسباقات الخيل، جاءت البشائر من العاصمة القطرية الدوحة – أرض مونديال القرن – ببشارة تأهل المنتخب السعودي للفروسية – قفز الحواجز – الى أولمبياد باريس 22024 بعد غياب عقد من الزمان تقريبا على أخر مشاركة للفريق الذهبي في أولمبياد لندن 2012، وهو التأهل الذي يترجم الاهتمام القائم بالنشاط الرياضي بصفة عامة والفروسية بصفة خاصة والذي جعل من الساحة السعودية قبلة للرياضة العالمية بكل العابها وتصنيفاتها.
ومشاركة المنتخب السعودي للفروسية دورة باريس الأولمبية العام المقبل ليس بالامر الجديد فعلاقة الفروسية السعودية -قفز الحواجز – بالدورات الأولمبية بدأ قبل أكثر من ربع قرن من الزمان وبالتحديد من دورة أتلانتا الامريكية العام 1996 حيث كان أول فريق عربي يخوض غمار هذا التحدي، وفي النسخة التالية العام 2000 في سيدني حققت الفروسية السعودية أول انجاز عربي إسلامي في الألعاب الأولمبية بحصول الفارس الأولمبي خالد العيد على المركز الثالث في مسابقة الفردي – برونزية – والتي كسر بها حاجز إحتكار المنتخبات والفرسان الأوروبيين والامريكيين لجوائز الاولمبياد عبر التاريخ ، وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – هو الداعم الأول للفريق في تلك الدورة بما قدمه لهم من خيل خاضوا بها غمار المنافسات، ودعم كتب لبرامج الاعداد النجاح، حيث رفع الإنجاز من سقف الطموحات لدى الفرسان وحتى اللجنة الأولمبية السعودية التي كانت تعلق امالها في الإنجازات الأولمبية على الفروسية أولا والعاب القوى ثانيا، ولم تكن النتائج في دورتي أثينا 2004، وبكين 2008 مرضية للفرسان السعوديين ومحبي هذه الرياضة فجرى العمل على إعداد الفريق مجددا لدورة لندن 2012 وكان الداعم هنا هو الملك عبدالله – يرحمه الله – حيث توجت المشاركة بحصول المنتخب على المرتبة الثالثة للفرق والميدالية البرونزية كأول فريق عربي يخترق مجددا الاحتكار الغربي لجوائز الاولمبياد، لكن فرسان الذهب غابو بعد ذلك الإنجاز عن المشاركة في الدورات التالية لتوقف الدعم، وغياب الخيل حتى قيض الله للشباب والرياضيين قائد ملهم داعم للرياضة والرياضيين هو الأمير محمد بن سلمان الذي نقل الر ياضة السعودية من المحلية الى العالمية في كل الألعاب بشعار ” طموحنا عنان السماء ” مقدما الدعم لكل القطاعات، ومانحا الصلاحيات للعمل، فكان الاتحاد السعودي للفروسية بر ئاسة الأمير عبدالله بن فهد من بين من إستثمر هذا الدعم ليعيد فروسية بلاده الى الحاضرة الأولمبية، والدولية بتأهل المنتخب إلى بطولة كأس الأمم في اسبانيا سبتمبر 2023، والألعاب الأولمبية في باريس صيف 2024، كما تسابق الرياض الزمن لاستضافة بطولة العالم للفردي في قفز الحواجز في ابريل من العام المقبل تمهيدا لاستضافة العاب الفروسية العالمية، بعد أن قدمت الرياض باقة من البطولات الدولية الناجحة في السنوات الثلاث الماضية بدعم من وزارة الرياضة برئاسة الأمير الرياضي عبدالعزيز بن تركي رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وهيئة الفروسية السعودية برئاسة الأمير بندر الفيصل.
لقد كان التأهل في زمن قريب مضى حلما يراود فرسان الذهب رمزي الدهامي الذي عاش مشوار الاولمبياد منذ بدايته، وإنطلاقة قفز الحواجز في بداية التسعينات بحصولة على بطولة آسيا للفردي، وعبدالله الشربتلي الذي آقتحم عالم الفروسية بإرادة لاتعرف اليأس فكان أول فارس سعودي / عربي يحرز إنجازا عالميا بحصولة على فضية فردي في العاب كنتاكي العالمي 2010 وشارك مع رمزي وعبدالله بن متعب وكمال باحمدان في احراز ميدالية لندن 2012 ومعهما شابان من الجيل الصاعد يملكان الموهبة ويدفعهما الطموح للسير على طريق من قبلهما، ويمهدان الطريق لمن بعدهما، انهما الفارسان عبدالرحمن الراجحي، خالد المبطي.
إن العطاء السعودي لم يتوقف على حدود السعودية فهاهو خالد العيد صاحب أول ميدالية أولمبية سعودية عام 2000 في سيدني يقدم خبراته لفروسية دولة الامارات العربية المتحدة بقيادة منتخب الامارات الى دورة باريس الأولمبية لأول مرة في تاريخ هذه الرياضة في الامارات، وقبل ذلك المشاركة في بطولة كأس الأمم في اسبانيا منذ أن تولى تدريب منتخب الامارات قبل حوالي 4 سنوات وهي الإنجازات التي عجز عنها من سبقه من المدربين الأجانب لاكثر 15 سنة، ولازال خالد في بداية الطريق.
