بشاشة الوجه، ولطف الاسلوب، والالهام الذي يأسر القلوب، الابتسام على الرغم من احتضان برد القلب داخلي، هي من أكثر الامور التي اختبرتها في حياتي، و كيف يمكنني أن اتزن فيما بينها!
في سنواتي الخمس الاخيرة، وصلت لنضج عالي جداً، جعلني أدرك الكثير من الليالي، التي تجاوزتها، والتي كنت أظن أنني لا استطيع تخطيها!
وأكثر الامور المحببه لقلبي، هي الحديث عما يقتص مني كل يوم، لكن في المقابل يمنحني ما هو أعظم، الشخص اللطيف، الذي لطالما كان حظوره جميل، بهجة الصباح، والمحظوظ من يلتقيه كل يوم.
بينما كنت انتظر في أحد الاماكن، كنت اعيش أعظم لحظاتي، وهي تأمل كل ما حولي، عشرات الاشخاص حولي، مميزون من يحملون السلام بداخلهم، ليشع من خلال هالتهم وملامحهم، فشاهدت أن ألطفهم هو أكثر من يعيش صراعات، السهل الذي يجعل من كبار همومك، كورقة شجرة خريف، حالما تسقط بكل سهولة وخفه، وهذا هو الصبر الجميل، الذي يظهر على ملامح صاحبه، الجميل الذي جمع ما بين قسوة ظروفه ولين قلبه، فتعايش بطمأنينة تحمله على اكفها، لتجعله يستقبل نتائج صبره، الذي تحمل مسؤولية مواجهته وحده، لإيمانه بأنها حياة سيعيشها مرة، لذلك تستحق كل شي، ويرغب بالخوض أكثر في ظروفه التي يختارها بقراراته، مع مرونة روحه وعقله، في مواجهة أي حدث يتطلب الكثير، هو أيضا الشخص نفسه، الذي يستيقظ كل صباح بسعادة غامرة، لان الرب منحها فرصة أخرى ليعيش الحياة، ليتألق، ليضحك، ليؤمن أكثر بأن له رب عالم ما في داخله، هو نفسه الذي عندما يشاهده الناس، يظنون أنه يعيش في الجنه، روح تعيش، بمبدأ أن الرب وحده يعلم، وهذا يكفيه.
شكراً يالله على كل يوم جديد تمنحه لدلال.
شكراً يالله على كل ما وهبتني إياه.
شكراً يالله على كل الظروف الجيدة والسيئة التي منحتني إياها.
لطالما أحببت الحياة بكل أشكالها، بعدما تخطيت الكثير، ووصلت لأدراك أنني محظوظه بهذا النفس الذي يخرج مني، أن تقوم بما تحب، حولك ارواح تشبهك، تملك الصحة الجيدة، الركض في الصباح، شرب كوب قهوتك، صوت طفلك يناديك، راحة قلبك وسلامه، رؤيتك للجمال في كل ما يظهر لك، بساطة الحياة التي تعيشها، وما ترغب بتحقيقها، سهولة وصولك للقلوب، التأثير الجيد بكلمة منك على حياة اي انسان.
الا تكفي هذه الاسباب؟ لتشعر بلذة الحياة والعيش فيها؟ لتستيقظ في الصباح كل يوم بحماس!
لديك فرصة جديدة، حوارات ملهمه، مواقف ثمينة تحمل الكثير من الدروس، رفاق رائعين ستتعرف عليهم، ضحكات أعمق مملؤه بالسعادة الحقيقية، يمكنك أن تزيد من قيمتك ليشع نورك.
سأخبركم بسري، الذي جعلني احتفظ بجمال روحي ومظهري، هو أنني لمست العوض واللطف، عندما كنت أعيش اسوء الظروف، ولا تزال الصورة تكبر امامي لتثبت حقيقة مهمه للغاية لي تقول:
دلال ما دام الرب يعلم، فلا يهم أي شي، وأن شعرتي بالضعف يمكنك شحن نفسك، بما خلق لك على هذه الارض المباركة، في الليالي ستجدينه ينتظر”هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، حتى يطلع الفجر”
لم يخلق كل هذه الظروف عبث.
لم يتجاهل دموعك، بل كان يشعر بك، قبل أن يمسك قدره، فكوني بجواره يكن معك في الرخاء قبل الشدة، ومن ثم ليأتي ما يأتي فوالله لا مكان في داخلي لكآبة أعذار نفسي، امام حكمة الرب لي.
ومن بساطة روحك الثمينة، موقف لا يمكنني نسيانه، في أحد ايام الصيف الحار، وفي موقف لا وصف له، ومن شدة السوء الذي كنت أعيشه في تلك اللحظة، كنت اسير بينما دموعي تتساقط دون توقف، وظلام العالم انزل الستار على حياتي، كانت مرحلة لم أكن قريبه من الرب ونفسي، كنت محبطه، وشخص قد لا ترغب به ابدا، ظهرت امامي فجاه قطط تلعب معاً، كانوا صغار للغاية، النظر اليهم سرني كثيراً، ليتحول بكائي لــ إبتسامة، الرب وحده يعلم بعمق شعور تلك اللحظة، فانقذني بهذه الارواح الصغيرة، حاولة الاقتراب منها، فسرعان ما تجهها نحوي، مما زاد من سعادتي وصوت ضحكتي، فأخذت العب معهم، بينما نسيت تماما ما كنت امر به، وما هو قادم لي، قد تبدوا مبالغة، أن أخبرتكم بأن كل شي تلاشى، لكن هذه حقيقة عايشتها، واكملت طريقي، ورددت ليحدث ما يحدث.
ومن هنا أدركت بساطة النفس البشرية، وكيف يمكن للانسان أن يتكيف مع نفسه، بحلول أولها، أن تفهم من أنت؟
ومن ثم تتدرج، في معرفة من تكون؟ وماذا تريد؟ وما هدفك من هذه الحياة؟ وكيف ستختار حياتك، وتقوم بتحديد أولوياتك ومبادئك، ومع مرورك بالكثير، ستشاهد نفسك تتطور وتتألق، ستكون فخور بنفسك.
لا تنسى أحتفظ بما سأخبرك إياه معك للابد، “كن لله كل شي، يكن معك”
الحياة ثمينة فقط لأنها ستنتهي.
