🔴 الصوم هو أكثر الأعمال التي يمكن أن يتحقق فيها الإخلاص، لأنه سرّ بين العبد وخالقه لا يطلع عليه إلا رب العالمين، ولذلك أخفى الله أجره.
شهر رمضان من أسباب مغفرة الذنوب عن ابى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه.وقال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ” أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ : ” رَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ , فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ , فَقُلْتُ : آمِينَ ” .
دل هذا الحديث على أن من صام شهر رمضان إيمانا بالله مصدقا بوعده محتسبا ثوابه قاصدا به وجه الله تعالى ، لا رياء ولا سُمعة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: “كل عمل ابن آدم له؛ الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عز وجل-: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك” (رواه البخاري ومسلم).
ولذلك لا بد من التذكير بأمر مهم وهو الاخلاص :-
هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع الشوائب ومنها الشرك، والريا و النفاق.
قال الله -تعالى-: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) [الزمر:3
🔴 صورة الاخلاص :
ان يكون عملك أمام الناس وفي الخلوة سواء، تصلي وحدك كأنك أمام الناس، وتصلي أمام الناس كأنك وحدك”.
ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم: “يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه أحدًا غيري تركته وشركه”. ويقول –صلى الله عليه وسلم-: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، الرياء، يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل”. صححه الألباني في السلسة الصحيحة.
🔴 والإخلاص شرط من شروط قبول الأعمال عند الله، قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )
يقول الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
و قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه”. رواه النسائي. وقال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) [النساء: 125].
كان السلف -رحمهم الله- يحرصون على أن لا يدخل في عملهم شيء من الرياء قلَّ أو كثر، وكانوا يحرصون على إخفاء العبادة، وعلى أن يكون للواحد منهم خبيئة بينه وبين ربه لا يعلم بها أحد غير الله؛
قال بُريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- : ((شَهِدْتُ خَيْبَرَ، وَكُنْتُ فِيْمَنْ صَعِدَ الثُّلْمَةَ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مَكَانِي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَكِبْتُ فِي الإِسْلاَمِ ذَنْباً أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ – أَيْ: الشُّهْرَةَ)) رواه ابن عديِّ في الكامل (2 /34).
قال الحافظ الذَّهبي -رحمه الله- معلِّقًا على هذا الأثر: ((قلت : بلى ، جهَّال زماننا يعدُّون اليوم مثل هذا الفعل من أعظم الجهاد))
انظر سير أعلام النُّبلاء (2 /470).
قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه-: “من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس”.
كان التابعي بلال بن سعد يقول :
لا تكن ذا وجهين , وذا لسانين …
تظهر للناس ليحمدوك … وقلبك فاجر ..!
[ الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا 25 ]
قال ابن عيينة _ رحمه الله تعالى _ :
كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض هؤلاء الكلمات :
من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ،
ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه .
(رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وأورده شيخ الإسلام ابن تيمية في أوائل كتاب الإيمان الكبير ج7 من مجموع الفتاوى و يقول عبد الله بن المبارك: «رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية».
🔴 مما يعين على تحقيق الإخلاص:
-ان يكون مؤمنا بالله الذي فرض عليه العبادة.
-أدّا العبادات كما ينبغي وعلى الوجه الصحيح متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم .
-احتساب الأجر عند الله، “، مستسلما ًللخالق سبحانه، يراقب اعماله و افعاله و حركاته و يعترف بعيوبه وتقصيره فيه.
إذا قوي الإخلاص لله وحده في الأعمال ارتفع صاحبه إلى أعالي الدرجات، يقول أبو بكر بن عياش: «ما سبقنا أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام، ولكنه الإيمان وقر في قلبه والنصح لخلقه».
– مراقبة الله -تعالى- فاذا علم العبد ان الله مطلع على اعماله وحركاته وانه خلق من خلقه سبحانه وهو في ملكة و في تصرفه وفي قبضته أخلصت العبادة خوفًا منه وطمعاً في جنته .