حينما تقلد معالي الدكتور محمود بن محمد سفر ـ يرحمه الله ـ مسؤولية وزارة الحج ، كنت قد بدأت حياتي الصحفية منذ عدة سنوات وأصبحت ملما بصياغة الأخبار وإعداد التقارير وإجراء الحوارات واللقاءات الصحفية ، ومن خلال عملي داخل أروقة جريدة النـدوة أخذت في متابعة نشاطات معاليه ـ يرحمه الله ـ ، وخطواته لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار ، ووجدت لديه تجاوبا وتقديرا لعملي ، مما شجعني على مواصلة مشوراي في التواصل المباشر معه .
وكنت كلما أتحدث معه أجد فيه شخصية متواضعة استطاعت أن تكسب محبة الجميع باحترامها لهم ، وحرصه على تقديم أفضل الخدمات للحجاج تمثل في جولاته الميدانية المفاجئة على مكاتب الخدمة بمكة المكرمة ، والمخيمات بالمشاعر المقدسة ( عرفات ـ مزدلفة ـ منى ) .
والدكتور محمود ـ يرحمه الله ـ ، من مواليد مكة المكرمة 26 رمضان 1359 هــ / 27 أكتوبر 1940 م ، وتلقى تعليمه العام بمدارس الفلاح بمكة المكرمة ، أما الدراسة الجامعية فكانت بكلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1384هـ ، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية ، فيما نال درجة الماجستير في ميكانيكا التربة وهندسة الأساسات من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة «الدكتوراه» في الهندسة الجيوتقنية من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1392 هـ ، ونال دبلوم الإدارة العليا من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1400هـ .
بدأ حياته العملية معيدا بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود خلال الفترة ما بين 1384 ـ 1385 هــ ، وعين أستاذاً مساعداً لمادة «ميكانيكا التربة وهندسة الأساسات» بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود ، وعضوا بمجلس الكلية ، ثم عميداً لشؤون الطلاب بجامعة الملك سعود بجانب عمله الأكاديمي ، وأصبح عضوا بالمجلس الأعلى لجامعة الملك سعود بالرياض ، كلف في 23/10/1395 هـ بالقيام بعمل الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات .
وصدر قرار مجلس الوزراء بتعيينه أميناً عاماً للمجلس في 7/8/1396 هـ ، وعين وكيلاً لوزارة التعليم العالي بقرار من مجلس الوزراء في 14/1/1397 هـ وكان أول وكيل للوزارة بعد تأسيسها، بجانب عمله أميناً عاماً للمجلس الأعلى للجامعات ، كما عين رئيساً للجنة معادلات الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي .
ومثل المملكة في عضوية مجلس التعليم العالي لدول الخليج العربي، وترأس المجلس لأربع دورات متتالية ، وتولى منصب نائب رئيس الهيئة العليا لجائزة الملك فيصل العالمية ، وشارك في تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعين عضوا بمجلس إدارتها
اختير بإجماع الدول المؤسسة لجامعة الخليج العربي بالبحرين ليكون أول رئيس مؤسس للجامعة في مايو 1984 م ، خلال الفترة من 29/9/1984 م وحتى 28/9/1988 م ، وبعد انتهاء فترة إعارته عاد مجددا أستاذاً بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن .
عُين عضوا بالهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بمجلس التعاون الخليجي عن المملكة بموجب الأمر الملكي رقم 9397/م ب وتاريخ 30/12/1427هـ .
فيما عـُين وزيراً للحـج بموجب الأمر الملكي رقم أ/1 بتاريخ 20/1/1414 هـ ، وبقي بهذا المنصب حتى 6/3/1420 هـ
اكتسب عضوية العديد من الهيئات والجامعات منها : الهيئة الاستشارية لجامعة الأمم المتحدة بطوكيو باليابان ، مجلس أمناء جامعة المشرق والمغرب بمدينة شيكاغو الأمريكية ، جمعية المهندسين المدنيين الأمريكية ، مجلس أمناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، الهيئة التأسيسية لجامعة الخليج العربي بالبحرين ، هيئة التحرير لمجلة العلوم الهندسية التي تصدر في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود في الرياض ، اللجنة الوزارية لمتابعة أعمال المؤتمر الثاني لوزراء التعليم العالي والمسؤولين عن البحث العلمي في الوطن العربي ، المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب في دورته الأولى ، المجلس الأعلى للإعلام في دورته الأولى ، مجلس إدارة جمعية المعوقين بالرياض ، مجلس إدارة جمعية رعاية الأيتام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف
قام بالتدريس بجامعة كارولينا الشمالية أثناء اعداده لأطروحة الدكتوراه ، واعد دراسات عن أوضاع الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي انتهت إلى إنشاء عدد من المكاتب التعليمية الإشرافية ، رأس لجنة إعداد مشروع تنظيم وزارة التعليم العالي ولجنة مشروع مبنى وزارة التعليم العالي ولجنة خطة التنمية الثالثة للتعليم العالي ، ترأس الجانب السعودي في اللجنة السعودية الصينية الثقافية المشتركة لمدة تسع سنوات ، رأس اللجنة المشرفة على مؤتمر التضامن الإسلامي في مجالات العلوم والتكنولوجيا في ربيع أول عام 1396 هـ ، انتخب مقرراً عاماً للمؤتمر الأول لوزراء التعليم العالي والمسؤولين عن البحث العلمي في الوطن العربي ، شارك في الندوة الفكرية الأولى لرؤساء جامعات الخليج العربي في البحرين في عام 1402 هـ الموافق 1982 م ، وشارك في مؤتمر «التنمية في المملكة العربية السعودية» بجامعة (ديوك) في الولايات المتحدة ، وشارك في ندوة «التقنية والتنمية في المملكة العربية السعودية» بوزارة التخطيط بالرياض.
له العديد من المؤلفات منها : التنميـة قـضية ، الحضـارة تحـدٍّ ، الإعـلام موقـف ، إنتاجية مجتـمع ، ثغرة في الطريق المسدود (دراسة في البعث الحضـاري) بالمشاركة مع د. سيـد دسوقي حسـن – القاهرة، دار آفاق الغد 1401 هـ – 1981 م
توفي يوم 24 ديسمبر 2022 ودفن بمكة المكرمة يرحمه الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com