يشكل الإعلام سيف ذو حدين لذا من الواجب توظيفه بالشكل الصحيح والهادف لتجنب آثاره السلبية تجاه المتلقي، خصوصاً مع انتشار الفراغ الفكري والثقافي بين الشباب بسبب تلقيهم كم كبير من المعلومات المغلوطة والمشاهد المصورة عبر وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي الواسعة مثل تويتر وفيسبوك وغيرها ، والتي اصبحت متاحة في يد كل شخص عبر اجهزة الجوال بأساليب جميلة ولكن غير مفيدة في بعض الاحيان
ومن الجدير بالذكر
يمكن لوسائل الإعلام الوصول إلى معظم الناس على وجه الأرض،
وهي فرصة للتواصل والتعليم بين شعوب العالم؛ وذلك لأن هذه التقنيات أصبحت أقل تكلفة، فهي موجودة في كل مكان، وتُغلق الفجوة التكنولوجية الموجودة بين الأغنياء والفقراء؛ نظرًا لأن التكنولوجيا اللازمة للاتصال الجماهيري تصبح أقل تكلفة وأكثر انتشارًا، فإن الكوكب سيصبح بالفعل أصغر حجمًا، حيث تنتقل الأخبار بشكل أسرع بين جميع الناس في العالم،
/: وفيما يلي ذكر لبعض آثار هذه الوسائل الإيجابية والسلبية:
– الآثار الإيجابية:
لوسائل الإعلام آثار مادية إيجابية متعددة، ومنها
الدعاية والإعلان باستخدام وسائل الإعلام من جانب الدولة لتعريف كيان الدولة للشعوب الأخرى؛ مثل فلسفتها، وحضارتها، وتشجيع السياحة، وتسويق المنتجات، وتبادل الخبرات، وبنفس الطريقة يكون التعارف على الدول الأخرى، مما يشجع الاقتصاد والسياحة.
التثقيف بزيادة المعرفة عبر الإنتاج الإعلامي على الشبكة العنكبوتية، فقد أدى إلى استحداث وسائل التعليم الذاتي والتعلم عن بعد، فظهور تكنولوجيا الأقمار الصناعية كسر حواجز المكان والزمان، وأدى إلى التقدم والنمو والتطور الاقتصادي.
– الآثار :
لوسائل الإعلام اثار نفسية ومعنوية
ولكل وسيلة مميزاتها وعيوبها ويعتبر الفرد المستخدم هو المسؤول عن نوع التأثير، حيث تختلف التأثيرات باختلاف الفئات العمرية؛ كالأطفال، والمراهقين، والشباب، والشيوخ، وأيضًا بين الأفراد المثقفين المتعلمين، والأفراد ذوي المستوى التعليمي المحدود، وفيما يلي بعض الآثار النفسية والمعنوية الإيجابية والسلبية:
للإعلام دور في بناء الشعور النفسي العام للمجتمع؛ كالوطنية والولاء للدولة، وتخطيط استراتيجيات لحل مشكلات المجتمع، وتحجيم الغزو الفكري والثقافي المعادي الذي يهدد أمن الوطن والوحدة الوطنية باستمرار.
الآثار السلبية
لوسائل الإعلام آثار نفسية سلبية عديدة، ومنها:
الشعور بالإحباط النفسي بسبب
الإعلام المتحيز الذي لا يعتمد على حقائق ويعمد بالتلفيق والتزوير، حتى لو أظهر بعض الحقائق سيُنظر إليها بعين الريبة والحذر والشك.
الإعلام القاصر الذي يعتمد على الحقيقة ويتجاهل أساليب التأثير على الجمهور فلا يمكن أن تصل له الحقائق بطريقة بنائية مناسبة، وبالتالي تتفشى الجريمة والعدوان خاصة إذا كان الإعلام متحررًا من القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية.
– كما ان لشبكات الإعلام الاجتماعية اثاراً ايضاً سلبيه و ايجابيه خصوصاً وانها
تشكل “مجتمعًا جماهيريًا” يتسم بخصائص معينة، لا سيما الضمور أو الافتقار إلى الصلات الاجتماعية، مما يجعل المجتمع عرضة على نحو خاص لتأثير تقنيات الإقناع الحديثة مثل الدعاية،
– يصعب التحكم في المحتوى كمصادقة المصدر، وتصبح سلامة الرسالة موضع شك
– الآثار الإيجابية :
توفر معلومات كثيرة عن القضايا المطروحة.
التواصل مع الآخرين بكل سهولة، ويتم التواصل برسائل نصية وصور، وكذلك ملفات صوت وفيديو، مع إمكانية المشاركة في مجموعات ذات اهتمامات فكرية وعلمية وأخلاقية ودينية.
طرق التعامل مع هذا التأثير :-
– لا بد من اخذ المعلومة من مصدر موثوق والحرص على متابعة قنوات اعلامية تحمل قيم المصداقية وتحترم مشاهديها
الاعتدال في كل شيء ضروري :
مما لا شك فيه أن هناك متعة لا يمكن إنكارها نشعر بها جميعًا حين نستخدم وسائل التواصل ، حيث أننا نشعر بالتشويق حين نتواصل مع أصدقاء في النصف الأخر من العالم ، ولكن الإسراف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له أضراره ، حيث أن الدراسات أثبتت أن استخدام وسائل التواصل بكثرة والانحصار بداخلها يؤثر على مستوى الذكاء .
2- تعامل بذكاء مع وسائل التواصل الاجتماعي :
هناك شعار في عالم الصحافة يقول ” إذا كان ينزف ، فهو يؤدي الغرض ” – IF ITBLEEDS,IT LEADS – وهذا يعني أن أخبار العنف والدماء دائمًا ما تجذب القراء ، وتتبع وسائل التواصل الاجتماعي تلك الطريقة لجذب انتباه المستخدمين ، فهي مليئة بالأخبار المثيرة والمؤلمة والتي تحملنا بكثير من المشاعر السلبية .
والوعي الشخصي هنا هو الحل ، عليك أن تتفحص سيل الأخبار التي تنهال عليك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، وتحدد ما إذا كانت تلك الأخبار مفيدة لك أم لا ، وعليك أن تتعلم كيف تتجنب النقر على الأخبار غير الحقيقية أو التافهة ، والتي لا هدف منها سوى جلب المزيد من المتابعين .
3- أعد ترتيب قائمة متابعيك :
يجب أن تعلم جيدًا أن ما يظهر أمامك على صفحاتك في التواصل الاجتماعي وإشعاراتك ، لا يظهر بطريقة عشوائية ولكنه يعتمد بشكل أساسي على نشاط أصدقائك ومتابعيك سواء بالنقر أو التعليق أو المشاركة ، فإذا كنت تريد أن ترى أخبار أكثر إيجابية على صفحاتك- FEED – فعليك أن تتابع الأصدقاء الذين يبحثون عن الأخبار الإيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي .
4- مراعاة الخوارزميات التي تعمل بها وسائل التواصل الاجتماعي :
معظم وسائل التواصل الاجتماعي تعمل بخوارزميات متشابهة ، وهي تقوم بمتابعة المشاركات التي قمت بها ، كما تأخذ في الاعتبار أيضًا عدد النقرات والتعليقات التي تقوم بها ، ثم تنهال عليك بسيل من الأخبار المشابهة ، بصرف النظر عن مدى مصداقية أو صحة أو قيمة تلك الصفحات والأخبار
