الخميس, 19 ذو القعدة 1444 هجريا.
العشاء
07:31 م
شاهد الآن
الخميس, 19 ذو القعدة 1444 هجريا, 8 يونيو 2023 ميلاديا.
المشاهدات : 715
التعليقات: 0

يَا سُكَّانُ ” أَرْضِ اَلْحَرَمَيْنِ ” حَارَبُوا اَلْمُخَدِّرَات ….

يَا سُكَّانُ ” أَرْضِ اَلْحَرَمَيْنِ ” حَارَبُوا اَلْمُخَدِّرَات ….
https://shahdnow.sa/?p=216339
صحيفة شاهد الآن الالكترونية
بقلم - محمد برناوي*

تُعَانِي بلد الجمهورية الاتحادية الدستورية ذات الخمسين ولاية، الولايات المتحدة الأمريكية (United States of America) من أكبر اَلْإِشْكَالِيَّات والظواهر الاجتماعية المؤرقة للعالم (ظاهرة المشردين) واللذين لا مأوى لهم والمعروفين باللهجة المحلية بـ”Homme Les”، وهي الدولة التي تعد أكبر ثالث دول العالم بامتلاكها لأكثر من 9 ملايين متر مربع من أراضي الله الواسعة في هذا الكون الفسيح ومن أغنى دولها.

ففي جولتي اليومية في شوارع أقوى دول العالم سطوا ونفوذا وحرية، شاهدت الـ”Homme Les” ينصبون خيامهم الصغيرة في أرقى شوارع وميادين العاصمة واشنطن والتي لا تقي من حر ولا برد مفتقرة لأقل مقومات الحياة، تاركة تشوها بصريا لهذا المدينة العصرية

وَالتَّشَرُّدُ مشكلة متنامية في أمريكا، وفقا للتحالف الوطني لإنهاء التشرد فهناك ما يقرب من 568,000 شخص يعانون من التشرد في اليوم وليلة

وهذه الظاهرة تؤثر على المجتمع المحلي في بلاد “العم سام” من نواحي عدة، منها التأثير على الصحة العامة ، والسلامة ، والاقتصاد، والأمن.

وقبل الخوض في أسباب وآثار “التشرد”، من الضروري أولا فهم ماهية التشرد، فهي ظاهرة معقدة جدا تؤثر على ملايين الأشخاص في أمريكا، ووفقا لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية (HUD)، فإن الشخص الذي لا مأوى له هو شخص يعيش في مكان غير مخصص للسكن البشري، مثل الشوارع ، أو الحدائق، أو يعيش في ملجأ ، أو سكن طارئ، ويشمل هذا التعريف الأشخاص الذين يعيشون في السيارات أو الخيام ، أو تحت الجسور المنتشرين كالقمل في الرأس ، بل يتعلق أيضا بالحصول على مكان آمن ومستقر يمكن تسميته بالمنزل على المدى الطويل، ويمكن أن يحدث التشرد بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، في مقدمتها تعاطي المخدرات

وللتشرد تأثير عميق ليس فقط على الأفراد ولكن أيضا على المجتمع ككل، التأثير الأول والأكثر وضوحا “للتشرد” هو تأثيره على الصحة البدنية للفرد ، وغالبا ما يتعرض الأفراد المشردون لمجموعة من الأمراض، من الالتهابات البسيطة إلى الأمراض المزمنة مثل السل ، وفيروس نقص المناعة البشرية ؛ هذا لأنهم لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية ويضطرون للعيش في ظروف غير صحية.

ويمكن أن يكون للتشرد أيضا تأثير كبير على الصحة العقلية للفرد، ويتعرض الأفراد المشردون لخطر أكبر للإصابة بالاكتئاب، والقلق، واضطرابات الصحة العقلية الأخرى

وغالبا ما يجبر الأفراد الذين لا مأوى لهم على اللجوء إلى أنشطة غير قانونية من أجل البقاء، مثل التسول ، أو السرقة وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة وانخفاض السلامة العامة، وضغطا على الموارد العامة، مثل خدمات الطوارئ وأنظمة الرعاية الصحية .. وغيرها .

وَتَعْمَلَ اَلْحُكُومَةُ اَلْأَمْرِيكِيَّةُ وَالْمُنَظَّمَاتُ غير الحكومية والمجتمع المحلي على محاولة حل هذه المشكلة، وذلك من خلال توفير المأوى والدعم الاجتماعي والنفسي والطبي للمشردين الـ(Homme Les)  ؛ كما تعمل بعض المنظمات على توفير وظائف وتدريب لهم لمساعدتهم على العثور على وظائف والحصول على دخل ثابت، ومع ذلك لا يزال مطلوب الكثيرة من المجتمع الأمريكي لمواجهة هذه المشكلة والعمل على إيجاد حلول جذرية لها.

وبمناسبة حملة بلادنا – حرسها الله – على المخدرات هذه الأيام لم يدر في خلدي، أن المخدرات – حَفِظَنَا اَللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ شَرٍّ – سببا رئيسيا في فقد جل هؤلاء لأعمالهم وأوضاعهم الاجتماعية، شاهدت عددا وافرا منهم منتشرون في أرقى الشوارع وفي الحارات، والممرات، وأسفل الجسور، وأنفاق الخدمات، وفي محطات القطار ، وخطوط الصرف الصحي العامة الضخمة، وفي أطراف مأرب السيارات، وفي جوار الأسواق الكبيرة، والحانات والمطاعم المشهورة، ويمتلك كل منهم منطقة بحدود وحقوق لا يتعدى عليها الآخر، بعضهم يجلس القرفصاء وآخرين منهم ينكفئ على وجه لساعات طويلة باسطًا كفاه إلى الأعلى، وعدد كبير منهم وصل إلى حد الجنون فقد عقله وأصبح يهيم على وجه في مجتمع لا يرحم     وساقني الفضول – ذات مرة – بمتابعة ذلك الشاب النحيل ذي العرق المكسيكي في العقد الرابعة من عمره وتابعت تصرفاته من قرب وأنا أجلس في أحد المقاهي المنتشرة في شوارع واشنطن الجميلة، أمضيت نحو ساعتين وست عشرة دقيقة لم يتحرك من وضعه، تلقى الإحسان من نحو أربعة من المارة الذين يبلغ عددهم العشرات، وقد وضع لوحة قطعه “كرتونية”  كتب عليها بخط اليد وبالإنجليزية “أنا مشرد ليس لي مأوى ولا منزل ولا أهل ولا أصدقاء، أواجه ظروف الحياة، أرجوك كل الرجاء ساعدني”

ومن يعيش في بلاد الحرية والديمقراطية يرى عجبا، ويشاهد كيف أن المخدرات تركت ظاهرة مجتمعية سلبية معقدة جدا ، ستدفع الأجيال ثمنها كثيرا ، وتعاني الحكومة منها الامرين .

فلاش:

ولعلنا نعتبر كيف لدولة مثل “أمريكا” أن تتجرع ويلات “المخدرات“، لنؤكد أن حرب المملكة العربية السعودية على “المخدرات” واجب مطلوب التفاعل معه من كل أطياف المجتمع حتى لا يأتي يوما تترك هذه الافة في بلادنا – لَا سَمَحَ اَللَّهُ – أثرا سلبيا يصعب معالجته، فَهَبُّوا أَيُّهَا المواطنون والمواطنات والمقيمون على ارض الحرمين إلى محاربة آفَة “المخدرات ” بالتعاون مع الجهات المعنية في البلاد حتى تظل ارضنا طاهرة منها ، ومجتمعاتنا متماسكة محمية ضدها ، هَذَا عِلْمِيٌّ وَسَلَامَتُكُمْ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس التحرير

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com