الساعة ٢ والنصف فجرًا أكتوبر ٢٠١٧ م
أعز ما أملك وأكثر النساء حُبًا وأكثرهم أملا وطاقًة وشغفًا، رغُم أنها طريحة الفراش إلا أنهُ لم يأت يوماً رأيتها حزينة على حالها مليئة بالحُب عزيزة القلب لدي وعدتها في ليلة ٨ أكتوبر بالاستيقاظ باكرًا لإعداد ما لذ وطاب من فطور يملأ بطنها، وأكسب رضاها ودعواتها التي لن تُنسى أبدا لم يأتني نوم لحماسي كعادتي من عمل شي يُسعد قلبها، وتخبرني أنني أفضل أطفالها وأكثرهم حنية.
السابعة بالتمام صباح الاثنين من أكتوبر ٢٠١٧ م
أتيت بكل ما يمكن أن أعمل به فطور لعزيزة القلب جميع ما يخطر في البال أعددت فطورها مع زقزقة العصافير وصوت محمد عبده يخبرني بأن والدتي “كل شي فيها طبيعي ومو طبيعي أجمل من الأخيلة” ذهبت لا أراها انتهت من صلاة الفجر، وأخبرها عن ما حصل حين أحرقت جزءاً من إصبعي وأنا أعد لها الشاي الذي لا تحبه إلا من يدي وجدتها في وضعية السجود على ما يقارب الخمس دقائق لم ترفع سجودها دب القلق فيني نبضات قلبي تسارعت لا أعلم لما خطر في بالي السوء ذهبت بأسرع ما يمكن يدها خفيفة وبرودة التكييف قاسية! لا يوجد نبض! احتضنتها أحسست نبضها مرات عديدة لا يوجد نبض لعزيزة القلب شعرت بالعجز لم أستطيع حتى إحضاره جهاز يأتي لعلهم يتداركون وينقذون عزيزة القلب آهة كم أشعر بغبائي لكنهُ عجز؟ هل أنا لا أريد عزيزة قلبي وجودها في حياتي الآن؟ لا أريد دفاها حضنها كلماتها المريحة؟
عصرًا لا أمل في أنها موجودة في حياتي تلقيت خبر وفاتها، رغم أنني أعلم أنها متوفاة، لكن رجوت وودت أن يخبرني الطبيب بأنها بخير حينما أخبرني لم أحرك ساكناً شعرت بالدوار تحركت ذهابًا وإيابًا في أروقة المستشفى أشعر بكل ما شعرت به وكأنهُ أمس…
الساعة الآن الثانية فجرًا مايو ٢٠٢٢ م
ها أنا هنا الآن اكتب مشاعري ومحاجر عينيّ مليئة بالدموع عن فقدي أعز ما أملك يدي ترجف أحسس بحرارة وجهي وحرقة صدري أرغب في الصراخ لا يأتي صوت لا أستطيع أشعر بالعجز، عدم الرغُبة في الاستمرارية في الحياة أرى سواد أمامي رؤيتي محجوبة لملئ محاجر عيني بالدموع أغرقتني أشعر وكأنها نزيف دم لا دموع تسقط من عيني من عجز وسوء شعوري أرغب في احتضان والدتي لا أريد أن أبكي حتى لا تقلق أرغب في أحتضانها حتى أشعر بأمان الدنيا بقلبي آهة من حياة تخلو من روحي وعزيزة القلب.